خضوعاً وذلاً لله تعالى، ولا يضعها لأحدٍ غيره، كما أنّها تطهّر العبد من الذنوب والمعاصي، وتجدّد الصلة بين العبد وربّه، وتذكّر النفس بلقاء الله تعالى يوم القيامة، والنظر إلى وجهه الكريم، كما أنّها محطةٌ روحيّةٌ للعبد؛ ليستمر في طريق رضا الله، أو البعد عن المعاصي والذنوب، والتوبة والرجوع إلى الله، وهي عبادةٌ تنهى عن الفحشاء والمنكر من الأقوال والأفعال؛ حيث قال الله تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ)، كما أنّ الصلاة تساعد العبد على تنظيم وقته، وإعادة النشاط الذهنيّ والجسميّ.
يجب على كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ ألّا يتوانوا في نصح من حولهم بالصلاة، وخاصّةً الزملاء والأصدقاء؛ حيث قال الله تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، ومن الأمور الواجب التذكير بها عند النصح بالصلاة، ما يأتي: إنّ ترك الصلاة من الأمور التي تُخرج المسلم عن دينه، وإن كان ناكراً لوجوبها وفرضيتها؛ فإنّه كافرٌ بإجماع العلماء، وبالمقابل فإنّ من يحافظ على أداء الصلاة يكون من أهل الفردوس الأعلى في الحياة الآخرة، كما أنّ المحافظة على الصلاة تعدّ سبباً من أسباب الاستقامة للعبد في الحياة الدنيا، والحفاظ عليها حفاظٌ على الدين.
إنّ الغاية من خلق الإنسان عبادة الله تعالى، ومن أعظم العبادات: الصلاة؛ فهي عمود الدين، وهي الحائل بين الإيمان والكفر بالله تعالى، حيث ورد عن الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنّه قال: (لا حظّ في الإسلام لمن ترك الصلاة)، وتوعّد الله تعالى من تركها بالعذاب الشديد والويل يوم القيامة، والويل: هو وادٍ في جهنم، بينما المحافظ على أداء الصلاة موعودٌ بدخول الجنّة، على خلاف من لم يحافظ عليها، والنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يعرف أمّته يوم القيامة بالغرّة والتحجيل، والغرّة: هي البياض في الوجه، والتحجيل: هو البياض في اليدين والرجلين.
إنّ الصلاة من أعظم الأسباب التي توصل إلى الطمأنينة والسكينة والراحة للقلب والنفس؛ حيث كان الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يقول للصحابي بلال بن رباح رضي الله عنه: (يا بلالُ أقمِ الصلاةَ، أرِحْنا بها)،