المتكبر على رأس جبل يرى الناس صغاراً وهم يرونه صغيراً، حياته هموم وغموم؛ لأنه نازع الرب رداءه، وفي الحديث: قال الله عز وجل : الكبرياء ردائي و العزة إزاري , فمن نازعني واحدا منهما ألقيه في النار . رواه البخاري .
الناس يكرهون ذلك المغرور ويملون من رؤيته ويبغضون صوته ويسيرون في غير طريقه، الألسن تدعو عليه والقلوب تغلي حقداً عليه.
يصبح وليس له صديق؛ لأن الكل في عينيه صغير وهو الكبير ألا ساء ما يظن بل هو الحقير، مركبه فاخر وسلامه نادر، وعقابه كاسر، لا يذكر الله إلا قليلاً، ولا يعرف الشكر إلا يسيراً.
نسبه يتصل بفرعون ورضاعته في قصر قارون وحضانته في سوق أبي جهل، فيه أخلاق أهل الكفر وإن لم يكفر.
يتعامى عن عيوبه وهل أصلاً له عيوب ؟
يفرح إذا مدحه الشعراء " الغاوون " ومدحهم له ليس له بل لما في جيبه ولكنه أعمى البصر والبصيرة.
إذا جلست إليه أصابك الزكام، وإذا صافحته لفحك بغروره فالويل لك من ذلك السلام.
لا يقبل النصيحة ومن يجرأ عليها فلينتظر الفضيحة عبر إهانة جريئة من لسان تعود على إسقاط رديء الكلام.
يشابه إبليس في كبره إذ رفض السجود لآدم ويخالف في كبره تواضع سيد ولد آدم.
إذا أردت أن يحبك فاخلع صفة العزة والكرامة التي لديك , ليمنحك من فمه ابتسامة، وإذا أردت منه قضاء حاجة فانتظر ساعات ولا تكن متفائلاً.
المتكبر أسرته في وحشة وزوجته في غربة، وأطفاله في ورطة.
ذلكم هو المتكبر فاحذر أن تكون أنت هو، وحذار أن تقترب ممن هو هو.