في دائرةِ العملِ يحدثُ الخلافُ بين الموظفين حتى يصل لدرجاتٍ كبيرة من الجدال .
وفي تلك المناسبةِ ربما حصل خلافٌ وارتفعت الأصوات بين الأقاربِ وقام هذا وترك المجلس ، وربما خرجت كلمات لاتسرُّ الصديق .
ومع الزملاءِ لابد من سحابةٍ من الخلاف تمرُّ فوقهم .. فهل نسكت عن تلك الخلافات ؟.
ومع تواردِ الخلافات والنزاعات يحدثُ في القلبِ ألماً وحزناً وفراقاً بين البعض .
لهذا وذاك كان لابد أن نسعى للإصلاح بين المتخاصِمِين .
قال تعالى: "لا خيرَ في كثيرٍ من نجواهم إلا من أمر بصدقةٍ أو معروفٍ أو إصلاحٍ بين الناس".
وفي الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم : (ألا أخبركم بأفضلِ من درجةِ الصيامِ والصدقةِ والصلاة ؟ قالوا : بلى يارسول الله . قال : إصلاحُ ذاتِ البين فإن فسادَ ذاتِ البين هي الحالقة ". رواه أحمد بسند صحيح .
الإصلاحُ بين الناس فيه فوائدُ كثيرة ، ومنها :
إن كان بين زوجين فإن الأسرةَ تعودُ للاجتماع ، وربما كانت الحياة بعد الصلح أفضل من ذي قبل، وتتآلف القلوب ، ونحفظُ الأولادَ والبنات من الشتات والضياع والطلاق .
والإصلاحُ إن كان بين الموظفين ، فإنه يعيدُ للعملِ بهجته وأنسه ، ويزيد من الإنجاز ، ويضيفُ لهم سعادة التعاون .
وفي محيطِ العمل أهمس لك :
قد يكون ذلك الموظف تلمحُ منه بعضُ التغيراتِ النفسية فكن حكيماً وادخل معه في حديث لطيف فلعلك تقفُ على جراحٍ عنده ربما مع زوجته أو ولده أو نحو ذلك وحينها أعطه الكلماتِ الطيبة التي تصلح ما بينه وبين أهله .
والإصلاح إذا كان بين الأقارب فإن القلوب تتقارب ، وندفع كيدَ الشيطانِ خارجاً .
إن مما يحزنك أن يتأخر بعضنا عن الإصلاحِ بين المتخاصمين بحجةِ عدم التدخل في شؤن الآخرين .
فهذا أب لا يتدخل لإصلاحِ الخللِ بين ابنتهِ وزوجَها حتى حصل الفراقُ بينهما .
وهذا مدير لم يتدخل في الإصلاحِ بين الموظفين حتى تفرقت القلوب ووقعت مفاسد كثيرة .
وهذا أخ لم يتدخل للإصلاح بين إخوته وأخواته ويقول : ليس لي علاقة .
فامتلأت القلوب حقداً وبغضاء .
إن من محبة الشريعة للصلح أن أجازت لنا الكذبَ لإجل الإصلاح .
قال صلى الله عليه وسلم : "ليس الكذابُ الذي يصلحُ بين الناسِ ويقولُ خيراً" متفق عليه .
لقد تهاجرَ البعضُ حتى وقعَ الموتُ لأحدهم فندم ، وقال : ليتني تصالحتُ معه قبل أن يموت .
وكم سمعنا من قصصِ تهاجرٍ بين أخوين وبين أقارب وبين أصدقاء حتى إن بعضهم لم يحضر جنازة الميت الذي تهاجر معه .
نعوذُ بالله من قسوةِ القلب .