هذه الدراسة كانت مفاجئة للملحدين الذين طالما ادعوا بأن الأديان هي سبب الكراهية والعنف، وأن الدين "يسمم" المجتمع ويبث السلبية والتفرقة بين المجتمع الواحد.
وجدت هذه الدراسة والتي أجريت عام 2017 ونشرت في مجلة Social Psychological and Personality Science أن الملحدين أكثر استخداماً لألفاظ العنف والكراهية والموت! فدراسة التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل أناس عرفوا أنفسهم على أنهم ملحدون، كانت مليئة بالسباب والشتائم والألفاظ غير المهذبة.. بينما كانت تعليقات المؤمنين بالله.. أكثر إيجابية وتفاؤلاً وكانت غالباً ما تخلو من الشتائم والأفكار السلبية.
ترتبط التعليقات التي نجدها على موقع مثل فيس بوك بالانتماء الديني للشخص، فكلما كان الإنسان أكثر تديناً نجده يستخدم عبارات أكثر تهذيباً ولباقة وتدل على حبه لأسرته وللآخرين.. وذلك حسب ما يؤكده الباحث ديفيد يادين من جامعة بنسلفانيا، ويعتبر أن الكلمات السلبية التي تتضمن إساءات للآخرين تدل على أن صاحب هذه العبارات المسيئة غالباً ليس لديه أي انتماء ديني (ملحد).
يؤكد الباحثون أن هذه التعليقات تعكس الحالة النفسية التي يعيشها الملحد.. فهو يائس وكاره لمن حوله ومتشائم ويكثر من ألفاظ الموت والحقد. بينما المؤمن يميل لألفاظ المحبة والمودة وحب الأسرة والمجتمع ويكثر من الألفاظ التي تدل على التفاؤل.
إذاً العلم يثبت أن الإيمان أفضل بلا شك.. فكيف تدعي أيها الملحد أن الدين هو سبب الكوارث، وأنت تمارس ألفاظ الكراهية وتعيش في حالة نفسية تعيسة؟ كيف تدعي أن الإلحاد شيء جيد وأنت تطلق الألفاظ البذيئة وتكثر من الشتم والسبّ والاستهزاء بالآخرين؟ وكيف تريد أن يتبعك الناس وأنت لن تقدم لهم التفاؤل أو الأفكار الإيجابية.. لن تقدم لهم سوى ألفاظ العنف والحقد؟
هذا دليل علمي على أن المؤمن لا يشتم ولا يسبّ ولا يطعن بالآخرين... تماماً كما أنبأ بذلك النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذي) [الترمذي].. وهنا يأتي العلم ليطابق الحديث النبوي الشريف.. وهذا يشهد على أنه رسول الله...
بقلم عبد الدائم الكحيل