كشفت التحقيقات الأولية للجنة التي شكلها المدير العام للجمارك قدور بن طاهر في حادثة مقتل الجمركيين بعين قزام ولاية تمنراست، أن السبب الرئيس في الجريمة يعود إلى تاريخ "العطلة المرضية"، التي قدمها الجاني، الذي كان يعاني ضغوطا نفسية بعد وفاة والده ثم شقيقه على التوالي وهو بعيد عن عائلته في مصابها.
وفي تفاصيل تحقيق اللجنة، نقلت مصادر "الشروق"، أن الجاني الذي يحمل رتبة نقيب ويشغل منصب رئيس المركز الحدودي البري مع النيجر، المنحدر من ولاية سوق أهراس، عانى في الأشهر الأخيرة من ضغوطات نفسية جعلته يفقد التركيز، بسبب وفاة والده ثم شقيقه على التوالي، ولم يحضر جنازتيهما والوقوف إلى جانب عائلته في مصابها. وقبل أيام من الجريمة، زادت حالته النفسية سوءا، وتوجه إلى طبيب الوحدة الذي منحه عطلة مرضية لكن لم يحدد تاريخ بداية العطلة في الشهادة الطبية المرضية.
وأضاف مصدرنا أن الجاني في حدود الساعة التاسعة والنصف صباحا يوم وقوع الحادثة، وعندما قدم للضحية الذي يشغل منصب رئيس مفتشية أقسام الجمارك لعين قزام، الشهادة الطبية للعطلة المرضية، رفض هذا الأخير قبولها وقال للجاني: "إنها لا تحمل تاريخ بداية العطلة المرضية، وعليك أن تعود إلى الطبيب لتحديدها"، الأمر الذي فقد معه الجاني أعصابه، واسترجع الشهادة الطبية وخرج دون أن يتفوه بحرف.
وعند خروج الجاني من مكتب الضحية صادف قائد الفرقة المكلف بتوزيع الأسلحة على أعوان الجمارك الذين كانوا يتأهبون للخروج في إطار دورية روتينية عبر الحدود الجزائرية النيجيرية، فقام بسرقة سلاح من نوع رشاش كلاشنكوف ليقتحم مكتب الضحية ويفرغ مخزن السلاح في جسده ليسقط في مكانه، بعد تلقيه وابلا من الرصاص، كما فتح الجاني النار عشوائيا في اتجاه رجال الجمارك، فأصاب أحد الأعوان بجروح طفيفة، وأعاد شحن سلاحه وأطلق النار على نفسه في الرأس، ما أدى إلى تهشم جمجمته.
التحقيقات نقلت حسب شهود عيان وحسب زملائه في العمل أن الجاني يتمتع بأخلاق حسنة وسلوك حسن، في مساره المهني وهو بطبعه إنسان هادئ.