فجّر رئيس دائرة الإجلاء الطبي الجوي، خبير قضائي مقيم في الطيران المدني سابقا، فضيحة أخرى من العيار الثقيل تتعلق بتجاوزات بالجملة في التوظيف والتلاعب في منح رخص الطيران من الصنف الأول على مستوى مديرية الطيران المدني بوزارة النقل.
وقال الطبيب حساين كوردورلي، الثلاثاء، لـ"الشروق"، تزامنا مع التطورات الأخيرة بالجوية الجزائرية، إن التقرير الذي بحوزته يكشف عن تجاوزات وتلاعبات قام بها عدد من المسؤولين بالمديرية العام للطيران المدني، على غرار التوظيف غير القانوني وكذا منح رخص الطيران لمتربصين جدد بشهادة طبية غير واضحة مدونة بعبارة "Apte avec dérogation" للصنف الأول، موضحا أن هذا مخالف تماما لتشريع المنظمة العالمية للطيران المدني وكذا التشريع الجزائري باعتبار أن مديرية الطيران المدني هي سلطة الضبط والرقابة فيما يخص الطيران المدني والملاحة الجوية، وهي التي تفرض المعايير اللازمة المتفق عليها دوليا.
وطالب الخبير السابق في الطيران المدني، وزير النقل بوجمعة طلعي، بضرورة فتح تحقيق بخصوص منح مديرية الطيران المدني لعدد من الطيارين الذين تحصلوا على شهادات من الخارج لرخص الطيران النهائية من دون إخضاع هؤلاء للتحقيق في المؤهلات العلمية والطبية والنفسية قبل أن تمنح لهم هذه الرخص، كما طالب بإعادة النظر في التطبيق الصارم للتشريع في الطيران المدني مع تفعيل القرار الوزاري المشترك رقم 04 ـ 414 بين وزارة الصحة والنقل، والذي ينص في مادته التاسعة على الانتقاء الطبي والمعايير الطبية لكن بقي إلى حد الآن حبيس الأدراج.
ودعا محدثنا إلى إنشاء المجلس الطبي للطيران المدني ليتكفل بتطبيق كل القوانين الطبية في قطاع الطيران مع ضرورة جزأرة القوانين وعدم التقيد بالقوانين الأوروبية فقط، مثمنا الإجراءات التي يقوم بها وزير النقل مؤخرا، من أجل الحفاظ على السمعة التجارية لشركة الخطوط الجوية الجزائرية في عز منافسة دولية تعرفها سوق نقل الطيران الدولي.