أحدثت الرياح التي عرفتها وهران، الأحد، وتحديدا بالمواقع التي تتواجد فيها ورشات أشغال عمومية وبنايات شاهقة في طور الإنجاز، حالة من الرعب والارتباك في صفوف مارة وسائقين، وجدوا أنفسهم فجأة في مواجهة مباشرة مع مقذوفات حرة ومتطايرة عشوائيا في الفضاء، فيما كان أكثر تلك المشاهد ترويعا، ما عرفه حي قمبيطا، في حدود الساعة الواحدة بعد الزوال، عندما اشتدت سرعة الرياح قليلا، وراحت تحول سماء المنطقة إلى ما يشبه ميدان حرب يعج بمختلف الألواح والصفائح القصديرية والخشبية المقتلعة من مبنى غير مكتمل يفوق علوه عشرة طوابق.
انحصرت مخلفات هذا الحادث في خسائر مادية، استهدفت بعض السيارات التي كانت مركونة بجوار البناية، أو مارة من أمامها، إلا أن هول المنظر كان له وقع كبير في إصابة الكثيرين بالصدمة النفسية والذعر، لاسيما في أوساط تلاميذ مدرسة قريبة بالمنطقة وقفوا على مشاهد لم يروا مثيلها من قبل، ما دفع بالبعض إلى الصراخ والركض في اتجاهات عشوائية، ومنهم من أخذوا في الجري في غير اتجاه المدرسة، متجنبين النظر إلى السماء حتى لا يزيد ذلك في اضطرابهم أكثر، خاصة أن الشظايا والألواح كانت تتطاير في كل الاتجاهات، وكان يستحيل التيقن بمكان سقوطها بهدف تفاديها، وهذا بسبب تواجد أشجار، ساهم بعضها في التخفيف من مخاطرها، الأمر الذي دفع ببعض الشباب إلى غلق الطريق القريب جدا من مكان انطلاق تلك المقذوفات في عدد من المنافذ المؤدية إليها على سائقي المركبات والمارة، لكن الخطر ظل يتربص بالوافدين على طرقات أخرى كانت تتساقط عليها تلك المواد الصلبة تباعا ومن دون توقف.
كما علم من مواطنين بحي العثمانية، منطقة السانيا ودوار بلقايد تكرر نفس تلك المشاهد، ولجوء مواطنين احترازا إلى غلق طرقات بالحجارة لمنع استعمالها في وجود الخطر، الذي كان مصدره دائما ورشات بناء لم تكن محاطة بشبابيك الأمان التي تحصن المواقع المحيطة بها ضد مخاطر العمل المتواجدة فيها، كما تشير أيضا إلى أن مصالح المختصة في مراقبة مواقع البناء قد فضحت الرياح تقصيرها هي الأخرى في أداء مهامها، ولحسن الحظ أن الأضرار كانت مادية، وسرعة الرياح كانت متوسطة وغير كارثية بمفهوم مصالح الأرصاد الجوية.
كما شهدت غالبية الولايات الغربية رياحا تفاوتت شدتها، هي الأخرى وخلفت حوادث متفرقة وإن لم تسفر عن إصابات.
سيارة تتحول إلى حطام بمطار وهران
تسببت، الأحد، الرياح القوية التي اجتاحت وهران، في اقتلاع عمود كهرباء بمطار أحمد بن بلة الدولي بالسانيا، الذي سقط على سيارة، محولا إياها إلى حُطام. وحسب مصادر "الشروق"، فإن الحادث لم يخلف أي ضحية، عدا الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمركبة، التي كانت مركونة بحظيرة المطار.
.. والرياح تحوّل رحلات جوية من مطار الجزائر إلى مطارات الشرق
كما أعلنت الأحد، شركة الخطوط الجوية الجزائرية عن تحويل عدد من الرحلات الجوية المتجهة نحو المطار الدولي هواري بومدين بالعاصمة، إلى مطارات قسنطينة وسطيف بسبب قوة الرياح التي منعت قائدي الطائرات من الهبوط على أرضية مطار الجزائر.