لا يزال تلاميذ وأساتذة ثانوية "جمال الدين الأفغاني" الواقعة بالحراش، "تحت الصدمة"، بسبب ما عاشوه الخميس، إثر إقدام شخص غريب عن المؤسسة على التسلل إلى داخلها عبر الجدار، والاعتداء على تلميذ بخنجر بمساعدة غرباء آخرين، أمام مسمع ومرأى الجميع، بحجة الدفاع عن أخته.
وقال شهود عيان لـ"الشروق"، حضروا الحادثة، إن شخصا غريبا عن الثانوية تمكن من التسلل إلى المؤسسة رفقة أشخاص غرباء، وقاموا بالاعتداء على تلميذ بالسلاح الأبيض بثلاث طعنات على مستوى اليد، وتركوه يسبح في دمائه، حيث تم نقله على جناح السرعة إلى مستشفى "بلفور" بالحراش.
وحسب الشهود فسبب الاعتداء على التلميذ، محاولة المعتدي الثأر لأخته والدفاع عنها، بعد أن أخبرته أن زميلا لها حاول نزع خمارها في فناء المؤسسة، لكن شهودا عيان فندوا تصريحات المعتدي، مؤكدين أن التلميذ "المعتدى عليه"، كان يمزح مع زميلته فقط ولم يحاول أبدا نزع خمارها. في حين تم فتح تحقيق أمني للكشف عن ملابسات القضية التي هزت تلاميذ وأساتذة الثانوية والمؤسسات المجاورة لها.
وقد اغتنم تلاميذ الثانوية الفرصة لمناشدة وزيرة التربية نورية بن غبريط ومدير التربية للجزائر شرق اليامين ميخالدي، الإسراع في إيفاد لجنة وزارية للتحقيق بالمؤسسة التربوية التي أضحى "التسيب" يميز يومياتها بشكل ملفت، في ظل غياب "الطاقم الإداري" حسبهم، مطالبين بضرورة توفير الأمن في أقرب الآجال حفاظا على أمنهم وسلامتهم، كما رفعوا شكاوى عن انعدام التدفئة بالثانوية، حيث أصبحوا يدرسون في "ثلاجات"، إلى جانب الوضعية المزرية التي آلت إليها الأقسام، واهتراء تجهيزات المؤسسة نظرا إلى قدمها، خاصة الكراسي.
مسؤولو سكيكدة وبرلمانيوها "قاطعوا" تشييع جثمانه
جنازة التلميذ كمال بوكرمة تتحول إلى مسيرة للمطالبة بالقصاص
شيّعت عصر أول أمس، جنازة التلميذ كمال بوكرمة صاحب الـ 15 سنة، في أجواء من الحزن والتشنج أيضا، في مقبرة الزفزاف بأعالي سكيكدة، وقد أبدى أفراد من عائلة الضحية الذي قُتل أمام المتوسطة التي يتمدرس فيها، عن استيائهم لتجاهل مختلف السلطات المحلية والولائية لحالتهم ولو بالحضور إلى جنازة التلميذ كمال التي حضرها جمع غفير من زملاء المرحوم بمقبرة الزفزاف، حيث خرجوا بعد الجنازة، في مسيرة للمطالبة بالقصاص من المنحرفين الذين قتلوا زميلهم أمام أعينهم، وهو في طريقه إلى مقاعد الدراسة.
قال زملاء لكمال وأفراد من عائلته للشروق اليومي، إن ما حز في أنفسهم هو الغياب الكلي لمختلف المسؤولين وعلى رأسهم والي الولاية ورئيسا الدائرة والبلدية ومدير التربية والبرلمانيين والمنتخبين، عن هذه الجنازة الكبيرة الذي هزت سكان الولاية البترولية واعتبروها إهانة كبيرة لزميلهم وإبنهم الذي كان يتميز بصفات حميدة وكان يعشق الجزائر وعاش على حسرة إقصاء الخضر مؤخرا واحتفظ له خاله وهو يحدث الشروق اليومي باكيا بهاته العبارة عندما تابع معه مقابلة تونس: " أعلاش مايدخلش هني مكان سليماني؟.. كون دخلوا يسجل زوج".
وكان كمال قد غادر المنزل متوجها إلى المتوسطة، وبعد فترة قصيرة، انتشر خبر الاعتداء عليه بواسطة خنجر ومطرقة من طرف جماعة أشرار كان أفرادها يلاحقون زميلته التي استنجدت به، فدافع عنها فتوعّدوه بالقتل ونفذوا ذلك في نفس اليوم، هذا وطالب زملاءه بتوفير الأمن أمام محيط المتوسطة الذي يعج يوميا بالمنحرفين الذي اتخذوا من خلف أسوارها مكانا لهم لتعاطي وترويج المخدرات وشرب الخمر ومعاكسة الطالبات جهارا نهارا.