نتائج التحقيقات في الجزائر تنتهي بنقطة استفهام

لازال الشارع الجزائري ينتظر إجابات وافية للكثير من التساؤلات التي فرضتها قضايا وتناقضات أثارت جدلا واسعا، ما دفع السلطات إلى مباشرة تحقيقات معمقة لم تظهر نتائجها لحد الساعة، وحتى إن ظهرت بعض النتائج الأولية، فإن الكشف عن المتورطين في تسميم الجزائريين وقتلهم لا زال مؤجلا، ما يجعل أغلب التحقيقات الكبرى في الجزائر تنتهي بنقطة استفهام !

من أهم التحقيقات التي باشرتها وزارة الفلاحة ومصالح الأمن السنة الماضية، هي التي تعلقت بفساد لحوم أضاحي العيد، التي شغلت الرأي العام وتسببت في جدل وسخط كبيرين، وسط المواطنين الذين تحولت فرحتهم بالعيد إلى مأساة حقيقية بعدما اكتشفوا أن لحوم أضاحيهم غير صالحة للاستهلاك.

نتائج التحقيقات الأولية التي كشف عنها وزير الفلاحة للصحافة تحدثت عن تسميم الأضاحي بمسمنات غذائية، غير أن التحقيقات لم تقدم الجهات المتورطة في تسميم لحوم الأضاحي ولم يعاقب أي أحد في قضية تعلقت بتسميم الجزائريين والتلاعب بالشعائر الدينية ليبقى التحقيق الذي باشرته الوزارة منذ 04 أشهر متواصلا لحد الساعة.

وزارة الصحة بدورها باشرت تحقيقات معمقة عقب وفاة بعض الرضع بسبب لقاح "بانتافالو" الجديد الذي استوردته الجزائر من مخبر هندي "مشبوه"، ما جعل الوزير حينها يدافع عن اللقاح بعد تجميده، مؤكدا أن نتائج التلقيح ستثبت ما كان هذا اللقاح هو المتسبب في وفيات الرضع من عدمه.

وبالرغم من مرور أشهر على الحادثة ولجوء الجزائر إلى تغيير اللقاح، غير أن نتائج التحقيق لم تظهر بعد لتتواصل حيرة الأولياء الذين قاطع الكثير منهم التلقيحات الجديدة.

ومن القضايا التي دوّخت الجزائريين وأثارت اهتمام الرأي العام لأشهر طويلة هي المكمل الغذائي "رحمة ربي" الذي تحول من حلم للمصابين بداء السكري إلى كابوس، بعدما أمرت وزارة التجارة بسحب هذا المكمل من الصيدليات بعد أيام معدودات من تسويقه، ما تسبب في طرح الكثير من التساؤلات التي دفعت وزارة التجارة إلى مباشرة تحقيق عاجل في مضاعفات وحقيقة هذا المكمل الغذائي.

وتسبب الحادث في إعلان الحرب على محلات بيع الأعشاب عن طريق حملات مداهمة وتشميع للمحلات انتهت أمس الأول باحتجاج المئات من تجار "الطب البديل" أمام مقر الوزارة التي وعدتهم بحل عاجل لمشكلتهم.