ولا أظن مسلما يخفى عليه أن التوفيق للفوز بليلة القدر إنما هو محض فضل من الله يمن به على من يشاء من عباده فلا يعتمد إنسان على عمله واجتهاده بل يكون تعويله واعتماده على رحمة الله
ويتعرض لها بسؤال الله وكثرة الدعاء فإذا لم يرد الله توفيق عبد فما أسرع تسلل الخذلان إليه.
ولا أظن مسلما يخفى عليه أن الشيطان لن يتوانى عن تخذيله ومحاولة تفويت الفرصة ومحاولة إشغاله بأشغال لا تنتهي .
لذلك يا أخي الحبيب إنما هي ليال معدودة وساعات
قصيرة في ليالي صيف وما أقصر ليالي الصيف في الليالي.
فلا تنشغل فيها بغير العبادة إن استطعت فكل ليلة من هذه الليالي محتمل أن تكون ليلة القدر.
سيحاول الشيطان أن يجعلك تفرط في أول ليلة أو في ليلة من الليالي ثم يحاول أن يحزنك ويوهمك بأن ليلة القدر قد فاتت فلا داعي للاجتهاد في بقية الليالي.
فلا تترك له فرصة لتخذيلك.
وتأكد يا أخي الحبيب أن كل ما تطلبه إنما هو بيد الله سبحانه فإذا أقبلت عليه أعطاك فوق ما تريد .
وكم اختصر الدعاء من مسافات وحقق من أماني وأمنيات .
تذكر أخي قول الحبيب صلى الله عليه وسلم :(وجعلت قرة عيني في الصلاة).
حاول في هذه الليالي العظيمة أن تكون الصلاة قرة عين لك .
تذكر أيضا أن الله يحب الملحين في الدعاء ؛ فكن فيها من الملحين في الدعاء.
وتذكر أن من أجمع الأدعية قول :(ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).
وتذكر أن من أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم :(يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك).
وتذكر أن أمنا عائشة رضي الله عنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم ما تقول إن علمت ليلة القدر قال قولي :(اللهم إنك عفو تحب العفو فأعف عنا).
خاتمة :لنكن عونا لبعضنا على اغتنام الساعات المقبلة ؛ الوالدان والأهل والإخوة والأقارب والأصدقاء والزملاء ؛ لا تكن سببا لإشغال غيرك أو إحراجه إن لم تكن معينا له على الطاعة فلا تكن مخذلا له أو مشغلا .
اللهم لا فائز إلا بفضلك فاكتبنا ووالدينا وذرياتنا وأزواجنا وإخواننا وأخواتنا ومن أحبنا فيك ومن أحببناه فيك ومن قرا أحرفنا هذه ومن نشرها من الفائزين يا رب العالمين.