واللبيب الفطن هو من ينسق وجباته مع أهل بيته بحيث تكون مختصرة ومتنوعة، لكي لا يقع أحد في مشكلة إدخال الطعام على الطعام الذي حذر منه الأطباء أثناء الإفطار ، لأن بعض الصائمين يضغط على معدته بأكلات متنوعة بشكل سريع عند أذان المغرب مع أكواب متنوعة من الأشربة، والتي قد تسبب أوجاعا بسبب العشوائية في الإفطار، وهذا غير الذي يأتي بعد صلاة المغرب ويكمل مشوار أكله العنيف الذي يصرفه عن خفة نفسه أثناء صلاة العشاء والتراويح ، فيفقده ذلك لذة الصلاة ، أو يترك القيام بسبب كثرة الطعام التي أثقلت بطنه ، وأنعست عينيه..
إن موائد الإفطار في رمضان ينبغي أن ترشد ترشيدا يعود على الأسرة بالنفع وعدم النصب ، فنحن نعلم بأن المبالغة في موائد الإفطار ترهق النساء في البيوت وتصرفهم عن اغتنام الوقت في العبادة والطاعة، وتضيع الأموال، وتثقل البطون، وتكثر الأوجاع ، وهذا ليس من أسرار الصيام ..
لقد شرع الله الصيام تزكية للنفوس، وعلاجا من آفات النفس والجسد، فالله تعالى يقول "وأن تصوموا خيرا لكم إن كنتم تعلمون"، وقد قام عدد من الأطباء في إحدى الدول الإسلامية بدراسة ميدانية لمن يعانون من سوء الهضم في رمضان فقاموا باختبار 1860 شخصًا من البالغين (15 سنة فما فوق) من الرجال والنساء ، وبدأت الدراسة من آخر شعبان ، وكان يشترط أن يكون هؤلاء أصحاء لا يشكون من أعراض سوء الهضم المذكورة أعلاه ، وقد ذهل الباحثون عندما وجدوا أن 12.4% أي 230 شخص كانوا يعانون من سوء الهضم الأسبوع الأول و1630 شخص قد عانوا من سوء الهضم في هذا أثناء شهر رمضان.