ندخل الشهر كما هواتفنا حين تصل طاقتها الى 1% فنوصلها بمصدر طاقة لإعادة الشحن، وكذلك نحن في اليوم الأول من هذا الشهر الكريم، حيث نعتقد أن طاقاتنا بعد أحد عشر شهراً من كل أنواع النشاط، الضار والنافع، تصل الى نفس النسبة، وبالتالي نعتبر رمضان مصدر طاقة، نوصل قلوبنا وأرواحنا برب رمضان والشهور كلها، من أجل إعادة الشحن، وكلنا أمل أن نصل الى نهايته وقد وصلت نسبة الطاقة فينا الى 100% كما الهواتف، من هنا نعتقد أن رمضان فرصة إعادة شحن القلوب لا تضاهيها فرصة اخرى طوال العام، ذلك أن كل الجواء والظروف تكون مهيأة لبدء عملية إعادة الشحن دون كثير معوقات ومشكلات، حتى إذا ما تمت العملية بسلام وكما ينبغي، نكون حصلنا على طاقة تكفينا للاستمرار لشهور عديدة حتى يحين موعد إعادة الشحن في رمضان قادم ، وهكذا..إنه من قلة الحيلة والحكمة، إهدار الوقت في رمضان وعدم استثماره بالشكل الأمثل، فإن رمضان ما إن يبدأ حتى يعمل توقيت ساعته تنازلياً وبسرعة لا تفهمها .. نعم قد يستشعر البعض ثقل أوقاته في البدايات ولكن سرعان ما يعتاد المرء على النظام خلاله، فيبدأ التكيف مع الظروف ، لكنه يفاجئ أنه دخل العشر الأواخر ، وبعدها بقليل يجد نفسه أمام التلفاز في برنامج عن هلال شوال ينتظر خبر الرؤية!
هكذا رمضان، كما الفرص الثمينة التي تلوح لنا في حياتنا فجأة، والتي إن لم نستثمرها بالسرعة المناسبة والشكل الأمثل، فإنها تذهب سريعاً وتختفي، ولتبقى الندامة والحسرة بعد !! فمن يرضى أن يتعامل مع رمضان بهذه الصورة ؟، لنستثمر أوقاتنا بما يعود علينا بالنفع دنيا وآخرة ، ولا أظن أحداً ليس بحاجة لمثل هذه الفرص الاستثمارية الإستراتيجية بعيدة المدى ، فإنها أيام معدودات وتنقضي، فاز من فاز وخسر من خسر.