وقد قرأت ذات مرة قصة من روائع القصص التي من المفترض أنها تزيد المرء إيماناً وتقرباً من الخالق جلا وعلا.. قصة تثبت عظمة الخالق الرازق، وتثبت كيف أن الرزق يأتيك بأشكال وصور متعددة لا تعرف كيفيتها، بل لا يمكنك بعد حصولك على رزقك، كيفما يكون، إلا أن تنطق وتردد كثيراً: سبحان الله.
تقول القصة:
جاءت إمرأة لنبي الله داود عليه السلام وسألته: يا نبي الله، أربك، ظالمٌ أم عادل؟! فقال داود: ويحك يا امرأة، هو العدل الذي لا يجور.. ثم قال لها ما قصتك؟ قالت: أنا أرملة عندي ثلاث بنات أقوم عليهن من غـزل يدي، فلما كان أمس شدّدت غزلي في خرقة حمراء وأردت أن أذهب إلى السوق لأبيعه وأبلّغ به أطفالي، فإذا أنا بطائر قد انقض عليّ وأخذ الخرقة والغزل وذهب، وبقيت حزينة لا أملك شيئاً أبلّغ به أطفالي، فبينما المرأة مع داود عليه السلام تتحدث إليه بقصتها، إذا بالباب يطرق على داود، وإذا بعشرة من التجار كل واحد بيده مائة دينار.
قالوا يا نبي الله أعـطها لمستحقها، فقال لهم داود عليه السلام: ما كان سبب حملكم هذا المال؟ قالوا يا نبي الله كنا في مركب فهاجت علينا الريح وأشرفنا على الغرق، فإذا بطائر قد ألقى علينا خرقة حمراء وفيها غـزل فسدّدنا به عيب المركب، فهانت علينا الريح وانسد العيب ونذرنا لله أن يتصدّق كل واحد منا بمائة دينار، وهذا المال بين يديك فتصدق به على من أردت! فالتفت داود عليه السلام، إلى المرأة وقال لها: "ربٌ يتجر لكِ في البر والبحر وتجعلينه ظالمًا؟! وأعطاها الألف دينار وقال: أنفقيها على أطفالك.