لأنها تكون قد بُنيت على نوع من القلق والتوتر والتوقع، فالظن بين الزوجين مثلاً هو مؤشر على توتر قد يؤدي إلى مشكلات أكبر وأعمق، وبالمثل بين أي اثنين.. صديقين، زميلين، رئيس ومرؤوس، وهلم جرا.
بالطبع ليس كل الظن هو المقصود هنا، بل ذاك النوع من الظن الذي يبنيه صاحبه بنفسه دون سبب يقتضي ذلك، ويكون غالباً من نوع الظن السيئ وهذا هو المنهي عنه، وسيزداد الأمر سوءاً لو بدأ يقنع نفسه والآخرين بصوابية ظنه، فيقوم بالتتبع أو التجسس وهذا أمر أشنع من إساءة الظن، وسيكون الأمر قد وصل إلى عمق كبير من السوء إن لم يجد ما يريح باله، فبدلاً من الإقلاع عن خواطره الأولى التي قادته إلى إساءة الظن، تجده وقد تمادى وبدأ يغتاب!!
إن من حقائق الكون الأزلية أنه لا يعلم النيات إلا الله، فكيف يتجرأ أحدنا ويسيء الظن بغيره ويتورط في علاقاته مع الغير دونما أي حاجة تستدعي لتلك الورطة وإساءة العلاقة؟
من هنا وحتى نحافظ على علاقاتنا مع الغير، بل ونكسب أكثر وأكثر من الأصدقاء والمعارف، لنحاول ألا نتورط ونفتح المجال لهذا الخُلق الأكثر من سيئ أن يتسلل إلى نفوسنا، ولتكن علاقاتنا قائمة ومبنية على الثقة، لكي نريح ونستريح، بل هي الأصل في بناء العلاقات البينية بين بني البشر، فإن دخل الظن السيئ في العملية، فاعلم أنه سيكون كالسوس وهو ينخر في الأسنان، حيث لا يدع السن حتى يصل به إلى الالتهاب وربما الكسر بعد حين من الدهر طال أم قصر.
وقانا الله شر هذه الآفات الأخلاقية السيئة، دوماً وأبدا.