واصل، أمس، الأساتذة المحتجون بميدان الإدماج ببلدية بودواو ببومرداس، اعتصامهم، تحت حصار مشدد من قبل عناصر الأمن المجندين منذ صبيحة الخميس، الذين ينتظرون تنفيذ قرار وزير الداخلية للتدخل لإخلاء المكان.
بمجرد إعلان وزير الداخلية، ليلة الأربعاء إلى الخميس تنقل إليهم رئيس أمن ولاية بومرداس، لإبلاغهم القرار بضرورة إخلاء الميدان وفض الاعتصام قبل استعمال القوة، وهو الأمر الذي رفضه الأساتذة المرابطون منذ 15 يوما ببودواو، بعدما أجهضت مصالح الأمن مسيرة الكرامة التي دامت أسبوعا تنقل خلالها مئات الأساتذة القادمين من مختلف ربوع الوطن، من بجاية إلى بومرداس عبر البويرة.
ومنذ ذلك اليوم، توقفت المسيرة ببودواو ودخل العشرات من الأساتذة في إضراب عن الطعام بعدما افترشوا الأرض بحي 950 مسكن ببودواو، الذي انعقدت فيه عديد اللقاءات بين الأساتذة وممثلين عن وزارة التربية والتي كانت جميعها سلبية في ظل رفض الوزارة طلب الإدماج من دون شرط، وفي ظل الظروف المعيشية الصعبة والمأساة الإنسانية التي أزمتها التقلبات الجوية وظروف الاعتصام وكذا الجوع نتيجة الإضراب عن الطعام.
وبمجرد وصول تصريح وزير الداخلية تدفقت تعزيزات أمنية على ميدان الإدماج وتم غلق جميع المنافذ المؤدية إليه، على أهبة الاستعداد للتدخل وفض الاعتصام، ورغم ذلك أصر الأساتذة على موقفهم ورددوا "صامدون صامدون ...لا رجوع لا رجوع".
ومنذ صبيحة الخميس، وعقب تصريح بدوي، ووصول تعزيزات أمنية كبيرة، إلى جانب حوامة الأمن التي تقوم بمراقبة الميدان، ومنع دخول أو خروج الغرباء من وإلى هذا الأخير، فإن حربا نفسية كبيرة يتعرض لها الأساتذة ببودواو، وتم منع وفد من البرلمانيين من دخول الميدان ولقاء الأساتذة يوم الخميس، ومنع الصحافة بشكل عام من الاقتراب، كما تم منع إدخال الطعام والشراب لهم مثلما تعود سكان بودواو عليه.