تشرع الوكالة الوطنية لدعم ترشيد استهلاك الطاقة، نهاية الشهر الجاري، في تمكين أصحاب المركبات المتحولين على استغلال "سيرغاز" بدل البنزين من الدعم المقرر في سياق تجهيز المركبات، وذلك بإقرار تخفيض عند نسبة 50 بالمائة من كلفة التجهيز المقدرة بـ45 ألف دينار.
وحسب مصادر مسؤولة بالوكالة التي تعتبر الهيئة المكلفة بالإشراف على عملية تجهيز المركبات بـ"سيرغاز"، فالعملية تسير في الطريق الصحيح، من منطلق أن الوكالة ستضبط قائمة بأصحاب الورشات الخاصة والعمومية المختصة في تركيب تجهيزات سيرغاز، بكامل الولايات، وستشكل موضوع حملة اشهارية، لإخطار المهتمين بالوكالات المتعاقدة، والتي ستوفر للزبون تخفيضا عند 50 بالمائة من تكلفة التركيب المقدرة بـ45 ألف دج، ويُحصّل أصحاب الورشات فارق السّعر من موارد صندوق الوكالة.
قرار الدعم الذي أقرته الحكومة في سياق ترشيد استهلاك الطاقة وعلى الأخص ترشيد استهلاك المازوت والبنزين بباقي أنواعه الأخرى، مرده غلاء كلفة تجهيز السيارات لتتلاءم مع هذا النوع من الطاقة، لدى ورشات التركيب، والذي تصل قيمته أحيانا 70 ألف دينار.
وكان عدد من سائقي سيارات الأجرة قد عبروا عن استيائهم من تأخر تنفيذ القرار، من منطلق أن هذه الفئة تشكو من تراجع مداخيلها بسبب رفع هوامش ربح الوقود بكل أنواعه منذ بداية السنة الجارية، حيث أكد رئيس الاتحاد الوطني لسائقي سيارات الأجرة محمد زرناجي لـ"الشروق"، أن الكثيرين، يتصلون يوميا للاستفسار عن تاريخ انطلاق عملية الدعم، مؤكدا أن غالبية سائقي الأجرة سيحوّلون سياراتهم للسير بالغاز الطبيعي الذي يكلف 9 دج للتر.
وحسب ما استقته "الشروق"، وسط سائقي سيارات الأجرة فالكثير مستعدون لتحويل سيّاراتهم إلى سيرغاز، فيما أبدى آخرون تخوفا من انعكاسات تحويل نوعية الطاقة على الكفاءة التقنية للسيارة وانخفاض قوة المحرك، مع تجنب التضحية بالصندوق الخلفي للسيارة لصالح قارورة كبيرة من الغاز. وآخرون متخوفون من انفجار للسيارة في حال وقوع حادث مرور.
أما أهم سبب فهو تكلفة تركيب جهاز سيرغاز، والتي تتراوح لدى الورشات ما بين 50 و70 ألف دينار، ولتبديد المخاوف، يؤكد خبراء في مؤسسة نفطال في حملاتهم التحسيسية، أن خزانات غاز البترول المميع، مصنوعة وفق معايير دقيقة وآمنة، بل أن سيارات الغاز تُعدّ أكثر أمنا من تلك التي تسير بالبنزين.
وهي مقتصدة للوقود، وبخُصوص التخوف من ضياع صندوق السيارة الخلفي لصالح قارورة غاز كبيرة، فعلمنا بوجود جهاز تحويل طاقوي جديد يعمل بسيرغاز، ويحوز على مزايا أمنية إضافية للمركبة وللسائق مقارنة بالجيل التكنولوجي الأول، كما أن كثيرا من شركات تصنيع السيارات، أصبحت تلجأ مؤخرا لتصنيع جهاز غاز البترول المميع أصلي وأأمن.
وحسب ما علمته "الشروق" من مصادر مقربة من مؤسسة نفطال، فإحصائيات استهلاك وقود سير غاز خلال شهر جانفي 2016، قفزت بنسبة 8 بالمائة عن الفترة نفسها في عام 2015، في مقابل تسجيل انخفاض في استهلاك البنزين بدون رصاص والممتاز، والذي انخفض استهلاكه بنسبة 7 بالمائة.