أقدم، أول أمس، العمال الصينيون المشرفون على إنجاز سد ذراع الديس ببلدية تاشودة بولاية سطيف، على خطوة خطيرة جدا وفريدة من نوعها، قاموا خلاها بنصب مشنقة في ساحة الورشة وحاولوا قتل مديرهم في مشهد مفزع.
العمال الصينيون دخلوا في موجة من الغضب، وشنوا حركة احتجاجية بسبب عدم تلقيهم أجورهم، ولسوء المعاملة التي يتعرضون لها، وعند نقلهم انشغالهم إلى المسؤولين على المشروع، وعلى رأسهم المدير الذي يحمل نفس الجنسية الصينية، لم يتفهم هذا الأخير وضعيتهم، ولم يتردد في تهديدهم بالطرد، الأمر الذي زاد من غضبهم، وأدخلهم في موجة هستيرية، فتناقشوا وتشاوروا فيما بينهم وخرجوا بقرار موحد يتمثل في الحكم بالإعدام على مديرهم، وقاموا على الفور بصنع مشنقة داخل الورشة وحملوا المدير بالقوة وهو يصيح رعبا، ولفوا الحبل على عنقه وعلقوه بالمشنقة لإقامة الحد عليه، وخيروه بين الموت أو تلبية مطالبهم، ما دفع بالمدير الصيني إلى تقديم بعض الوعود، لكن كلامه لم يقنع العمال الذين سحبوا الطاولة من تحت رجليه لشنقه أمام أعينهم، لكن تدخل بعض العمال الجزائريين حال دون اختناقه حيث تمكنوا من حمله في الوقت المناسب وإنقاذه من موت محقق، ليتم بعدها تحويله إلى مستشفى صروب الخثير بالعلمة بولاية سطيف لتقي العلاج وما زال إلى حد الآن في المستشفى.
وحسب مصادر من المستشفى، فإن المدير الصيني كان في حالة نفسية صعبة، وأصيب بخدوش واضحة، وآثار الحبل كانت بادية على عنقه. ويشير بعض المقربين من الورشة الصينية إلى أن المدير سيُحَوَّل إلى مكان آخر بعدما ساءت العلاقة بينه وبين العمال وبلغت درجة محاولة القتل بحبل المشنقة التي يبدو أنها تمثل الحل الراديكالي عند الصينيين حسب أحد زملائهم من الجزائريين الذي تحدث عن سبق إصرار وترصد في العملية لأن المدير تم تهديده بنفس العملية منذ قرابة شهر.