علمت الشروق من مصادر مطلعة بتعرض المركز التقني التابع لشركة تسيير الطرقات السريعة المتواجد بالنفق الكبير للطريق السيار ببوزقزة، والرابط بين ولايتي البويرة وبومرداس إلى عملية سرقة الأسبوع الفارط، مست معدات باهظة الثمن تتعلق بتشغيل نظام الإنارة وضمان التيار الكهربائي داخل وبالقرب من النفق، وكذا ضمان ديمومة الاتصالات وكاميرات المراقبة بهذا المرفق الحيوي كالمحول الكهربائي وكابلات نحاسية.
قدرت مصادرنا قيمة المسروقات بالملايير بالنظر إلى قيمتها الشرائية، حيث ظلت متواجدة بالمنطقة دون حراسة، وقد تزامنت عملية السرقة مع غياب أعوان الأمن المكلفين بحراسة المعدات المتواجدة بالمكان وكذا حركة السير بالنفق الكبير بعد دخولهم منذ أسبوعين في إضراب على إثر تخلي الشركة المكلفة بتوظيفهم عنهم وتعويضها بشركة جديدة وظفت أعوانا آخرين، مما أجبر هؤلاء على التخلي عن عملهم بعد تجميد رواتبهم، ما ترك المجال مفتوحا أمام العصابة المجهولة للاستحواذ على المعدات الهامة، مستغلين شغور المكان في تلك اللحظة للفرار بها إلى وجهة مجهولة .
وبالرغم من أن هذه العملية لم تتسبب في أعطاب على مستوى النفق فيما يتعلق بالإنارة، إلا أنها تطرح بجدية مسألة معالجة مشكلة الأعوان المضربين، وغيابهم طوال هذه الفترة دون إيجاد حل لمشكلتهم التي تعتبر أولوية بالنظر إلى أهمية المنطقة، والنفق في ضمان حركة السير بالطريق السيار، وأهمية المعدات المرتبطة به.
وقد فتحت المصالح المختصة تحقيقا في العملية قصد التعرف على هوية المتورطين في العملية، التي كانت ستشكل خطرا على مستعملي الطريق السيار عبر النفق، خاصة في الفترة الليلية في حالة انقطاع التيار الكهربائي.
بالإضافة إلى إمكانية استغلال الوضع من طرف عصابات الاعتداءات الليلية في حالة استمراره دون اتخاذ الإجراءات البديلة، والكفيلة لضمان الأمن والسلامة بالمكان، ناهيك عن إمكانية وفعالية التدخل في حالة حدوث أي طارئ بالمكان الذي أصبح خاليا من الأعوان المكلفين بالحراسة، مما يحتم إعادة انتشار أعوان الحراسة وتواجدهم حتى لا تتعدى عمليات السرقة إلى معدات هامة أخرى، إضافة إلى دورهم في ضمان الحركة والحفاظ على سلامة مستعملي الطريق عبر النفق ليلا ونهارا.