تكشف التنبؤات الأخيرة لمصالح الأرصاد الجوية عن تراجع في تساقط الأمطار، التي سجلت مؤخرا وبكميات قليلة بمعظم المناطق الوطنية، حيث تشير التوقعات إلى عدم ظهور اضطراب جوي لافت يؤدي إلى تساقط الغيث خلال الـ10 أيام المقبلة.
حسب ما صرح به خبير في الأرصاد الجوية، لـ«الخبر”، فإن كل المؤشرات تؤكد غياب اضطرابات جوية في الأفق، باستثناء تيارات خفيفة على غرار ما سيسجل، هذا الثلاثاء، بالمناطق الوسطى، التي تصنف ضمن الاضطرابات الضعيفة جدا، وبهذا فالوضع حسب ذات الخبير يعود إلى سابق عهده، حيث يسيطر حاليا ضغط جوي مرتفع بمنطقة البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا.
ومع أن ذات الخبير أكد أن هناك فرقا بين الوضعيتين، كون الضغط الجوي المسجل حاليا أقل حدة من السابق، ما قد يسمح، خلال المرحلة المقبلة، بمرور اضطرابات جوية جديدة محملة بالأمطار، إلا أن تسجيل 10 أيام أخرى من دون أمطار يعيد معالم الجفاف الذي سبق وخيم على الموسم الفلاحي، وفرض إجراءات جديدة تماشيا مع هذا الوضع، خاصة أن وزارة الفلاحة سبق وصرحت، في بداية شهر ديسمبر، أنه لا يمكن الحديث عن جفاف، وربطت ذلك بتسجيل تساقط للأمطار في شهر جانفي، إلا أن هذا الأخير لم يكن في مستوى التوقعات، وكانت أمطاره شحيحة لم تتجاوز 50 مليمترا في فترة من التساقط لم تتعد يوميين.
وضع سيدفع بالجهات المعنية للجوء إلى مختلف الحلول لإنقاذ الموسم الفلاحي، الذي بات يهدده التراجع الواضح لتساقط الأمطار.
فبعد دعوة الفلاحين لتسجيل أنفسهم للاستفادة من السقي التكميلي، يمكن أن يصبح هذا القرار أمرا إلزاميا خلال المرحلة المقبلة، وهذا بضرورة التقرب من التعاونيات الفلاحية للحبوب بغرض الحصول على العتاد اللازم، قصد تعويض كميات الأمطار، حيث سيستفيد الفلاحون من آلات السقي مقابل مبالغ مالية، أو اقتطاع جزء من المحاصيل الزراعية كمقابل على ذلك. مع العلم أن الحبوب هي الأكثر تضررا من قلة الأمطار، حسب الفلاحين.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الفلاحة سبق وأعلنت أن نهاية شهر مارس هي المرحلة الأخيرة التي يمكن بعدها الإعلان رسميا عن حالة الجفاف ودخول مرحلة الخطر فيما يتعلق بإنتاج الحبوب على وجه الخصوص، ما يستدعي ضرورة اللجوء إلى السقي المحوري، خاصة بمنطقة الهضاب العليا.