مثل صباح أمس، المتهم الرئيسي في قضية سوق الوعد الصادق وصاحبها الصالح مولاي أمام محكمة الجنح بسور الغزلان بالبويرة، في جلسة علنية تخص قضيتين من بين القضايا الكثيرة المتابع بها، حيث تم تأجيلهما إلى موعد لاحق بسبب اعتراض الأخير على الأحكام الغيابية الصادرة ضده وكذا لتمكينه رفقة ضحاياه من إحضار محاميه وتقديم الشكاوي المتعلقة بها، في الوقت الذي أوقفت فيه مصالح الأمن مساء أول أمس، بعضا من أفراد عائلته ومقربيه السابقين ببلدية الهاشمية في الولاية ذاتها، حيث يشتبه في ارتباطهم بمجريات التحقيق المفتوح منذ اعتقال المتهم الرئيسي.
عرفت صبيحة أمس، مدينة سور الغزلان بالبويرة حالةاستنفار قصوى بمحيط المحكمة التي كان من المقرر أنتفصل في قضايا المتهم صالح مولاي صاحب شركةالوعد الصادق المنهارة، حيث تم نقل المتهم من مركزإعادة التربية والتأهيل بالبويرة، تحت إجراءات أمنيةمشددة لتتم محاكمته بعد أن قام بالطعن في الأحكامالغيابية الصادرة ضده .
لكن رئيس المحكمة قرر تأجيل الفصل فى قضية المتهممولاي صالح ضد شركة "سيما موتورز" إلى غاية الثلاثاء المقبل وهذا بسبب غياب دفاع المتهم،وكان مولايصالح قد عاقبته خلال شهر جوان الفارط ذات المحكمة بعقوبة 20 سنة حبسا غيابا بتهمة النصبوالاحتيال راحت ضحيتها شركة سيما موتورز والتي سلم صاحبها لشركة الوعد الصادق 383 سيارة منعلامة "غولف "و"ايفوك" مقابل الدفع عبر مراحل، إلا أن مولاي صالح لم يلتزم ببنود الاتفاق بعد تخلفه عندفع المستحقات، ما دفع بطحكوت إلى التنقل إلى سور الغزلان في محاولة منه لاسترجاع سياراته، حيث تمحجزه لمدة ساعات من طرف مالك السوق وشركائه وبعد تدخل بعض الإطراف أطلق سراحه، ليتجهمباشرة لتقديم شكوى لدى وكيل الجمهورية.
ومن جهة أخرى قررت أمس، المحكمة الابتدائية بسور الغزلان تأجيل الفصل في قضية أخرى لصالح مولايمع المئات من الضحايا إلى غاية يوم 8 ديسمبر المقبل، وهذا من أجل تمكين العدالة من استدعاء جميعالضحايا، وكان مولاي صالح قد تمت إدانته بـ10 سنوات حبسا غيابيا بتهمة تكوين جمعية أشرار والنصبوالنصب والاحتيال على المئات من الضحايا
أربعة محامين للدفاع عن الصالح مولاي
وتأتي هذه الجلسة ضمن عديد الجلسات المبرمجة لمثول صاحب سوق الوعد الصادق المتهم فيها بالنصبوالإحتيال على ضحاياه البالغين أكثر من 4 آلاف شخص من مختلف الولايات والمناطق، حيث كان قد مثلأول أمس، أمام نفس المحكمة في قضية متابع فيها بتهمة سرقة الكهرباء لإنارة سوقه السابق للسيارات أو مايعرف بالبطحة، حيث تم سماعه كذلك من طرف قاضي الجلسة قبل أن يسجل اعتراضه وتؤجل القضيةلموعد لاحق.
ووفق مصدر مطلع للشروق، فإن الصالح مولاي سيمثل على هذا المنوال في كل قضية متابع فيها على حدىإلى غاية استكمال كل القضايا البالغة 19 قضية حسب نفس المصدر، وفي كل مرة يسجل اعتراضه علىالأحكام الصادرة غيابيا في حقه، مما يتيح له تأسيس دفاع له وفق ما يسمح به القانون وإعادة النظر في القضيةمجددا.
وفي سياق متصل، علمت "الشروق" من مصادر مقربة بأن عائلة الصالح مولاي قامت بتأسيس فريق دفاعمكون من 4 محامين، اثنان منهم من العاصمة لم يتسن لنا التعرف على هويتهم سوى أن أحدهم هو محاممعروف في القضايا الكبيرة بالعاصمة، وهذا قصد التكفل بالدفاع عن الصالح مولاي ومتابعة قضاياه التييصر على براءته منها وفق نفس المصادر.
من جهة ثانية، أفادت مصادر موثوقة بالهاشمية، بأن عناصر من الأمن بالزي المدني والرسمي قامت فيساعة متأخرة من مساء أول أمس، بتوقيف عدد من أقرباء ومقربي الصالح مولاي السابقين القاطنينبالمنطقة، حيث يحتمل أن تكون العملية في إطار التحقيق المفتوح حول تورط عناصر آخرين استفادوا منالمؤسسة بحكم قربهم من صاحبها الصالح مولاي أو هم يملكون عقارات وأملاكا مسجلة باسمهم، خاصة وأنبعض هؤلاء الموقوفين كانوا قد أعادوا فتح السوق مجددا بالهاشمية اشهرا بعد غلق سوق سور الغزلانالمشهور، وهو ما قد يقود المحققين إلى أدلة أو براهين على تورط شركاء آخرين أو مصير الأملاك والأموالالتي حازت عليها شركة الوعد الصادق طيلة فترة نشاطها.
كما علم صباح اليوم الموالي بأنه تم إطلاق سراح البعض منهم، في انتظار استكمال مجريات التحقيق الذيافتتحه قاضي التحقيق ولا يزال متواصلا حول قضية الاحتيال والنصب التي تورطت فيها شركة الوعدالصادق للسيارات بالبويرة، والتي احتالت على أكثر من 4 آلاف ضحية لا يزالون تائهين بين الإجراءاتالقضائية على أمل استرداد أملاكهم الضائعة.