حكاية الصراع الرياضي بين مرسي والسيسي في مصر

محاولات لتلميع صورة السيسي وتغطية على مطالب الإخوان...

لقطة من مباراة غانا ومصر الأخيرة
نشرت : إعداد: أ. مشلوف – م. بوروبي الأربعاء 23 أكتوبر 2013 00:11

يقال عن كرة القدم "أفيون الشعوب" بمعنى أنها ذلك المخدر الذي يستخدمه رجال السياسية أو حتى العسكر في تنويم الشعوب من خلال إلهائها برياضة تعتبر الأكثر شعبية في المعمورة، النموذج المصري يقدم أفضل دليل على ذلك، فكرة القدم وبعد أن أفشلت مخططات نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك لتوريث الحكم لنجله جمال مبارك، ها هي ذي مرة أخرى تعود لتلعب دورا محوريا في الواجهة السياسية لمصر بعد تأهل المنتخب المصري إلى الدور الفاصل المؤهل إلى المونديال، وهي فرصة يسعى رواد المشهد السياسي المصري لاستغلالها كل حسب مصلحته.

بعد أحداث 2009 والتخطيط لتوريث الحكم لجمال مبارك

أزمة سياسية جديدة في مصر تزامنا مع تأهل الفراعنة إلى الدور الفاصل

يقال بأن التاريخ يعيد نفسه وها هي ذي هذه المقولة تتأكد مرة أخرى في العلاقة بين السياسة وكرة القدم في مصر، فبعد أن سقط نظام عائلة مبارك وصعد الدكتور محمد مرسي إلى سدة الحكم بعد انتخابات رئاسية اختاره من خلالها الشعب المصري، اندلعت اضطرابات جديدة بعد عام من ولاية مرسي، وهو الأمر الذي شكل فرصة لمن لم يكونوا راضين عن الحكم السياسي الإخواني وأولهم الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري، الذي اتخذ قرارا بإزاحة مرسي من الحكم في الذكرى السنوية الأولى لتوليه الرئاسة، وهو الأمر الذي تزامن مع تسجيل المنتخب المصري نتائج ممتازة في تصفيات مونديال البرازيل 2014 وتأهله إلى الدور الفاصل قبل هزيمته المخزية في الذهاب أمام المنتخب الغاني.

أزمة الملعب تنغص تحضيرات المنتخب المصري للدور الفاصل

بعد أن تأهل المنتخب المصري إلى الدور الفاصل الذي واجه فيه نظيره الغاني ذهابا، وقع المصريون والإتحاد المصري لكرة القدم أمام معضلة حقيقية وهي أزمة الملعب بحيث كان على "الجبلاية" كما يسمى وهو مصطلح يطلق على الإتحاد المصري لكرة القدم، إيجاد ملعب في مصر لاستقبال المنتخب الغاني في مباراة الإياب أمام غانا المنتظرة في النصف الثاني من شهر نوفمبر، ولم تتوقف المشكلة عند إيجاد ملعب فقط بل إن المشكلة الأكبر وربما أصل المشكلة هي الحصول على ترخيص أمني من السلطات العسكرية أو الأمنية المصرية يقضي بسماحها إقامة المباراة وتعهدها بضمان أمن وسلامة تلك المباراة.

كادت تتسبب في إقصائه من سباق التأهل بقوة القانون

عاشت "الجبلاية" والشارع المصري أزمة حقيقية في الأيام التي سبقت تحديد الملعب الذي سيحتضن مباراة الإياب أمام المنتخب الغاني والذي سيكون ملعب "برج العرب" بمدينة الإسكندرية مسرحا لها، فالإتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" وضع تاريخا محددا ألزم فيه المنتخبات العشرة المتأهلة للدور الفاصل من التصفيات الإفريقية لمونديال 2014 بتقديم ملاعبها التي ستستضيف مبارياتها داخل قواعدها في هذا الدور، وقد حثت الفيفا الجانب المصري على ضرورة الإسراع في اختيار ملعب لاستضافة نظيره الغاني، بل وصل بها الأمر إلى حد التهديد باستبعاد الفراعنة من المونديال في حال تجاوزهم المهلة المحددة، قبل أن يظهر البطل المنقذ الذي أحيا آمال المصريين في التأهل للمونديال، فمن يكون هذا الشخص؟.

المنقذ لم يكن غير اللواء عبد الفتاح السيسي

يبقى الإعلام هو السلاح الفتاك في العصر الحالي وهو القادر على تنويم الشعوب وتمرير مخططات السياسيين، وهذا ما حصل مؤخرا في مصر، إذ راحت أبواق الإعلام الموالية للواء عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري وقائد الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي تلمع صورته التي هزتها صور القتلى الذين قتلوا بالرصاص ودهسا وحتى حرقا في ميدان "رابعة العدوية" الذي ارتبط بالصراع بين الإخوان المسلمين وبعض أجنحة العسكر والعلمانيين وحتى السلفيين في مصر، حيث صور الإعلام الرجل على أنه صاحب الحل لكل المشاكل التي تمر بها مصر بما فيها أزمة الملعب التي كانت تؤرق الشارع المصري خشية الإقصاء من سباق المونديال.

ـــــــــــــــــــــــ

وتكررت الحكاية

الإعلام الموالي يصور السيسي أنه البطل الغالي الذي سيحقق الحلم المونديالي

ربطت العديد من المنابر في مصر سواء الإعلامية أو غير ذلك تأهل المنتخب المصري لمونديال البرازيل بالسيسي، حيث صُوّر على أنه البطل الذي سيؤمن تأهل الفراعنة إلى مونديال غابوا عنه طيلة عقدين من الزمن، إذ حاول الموالون للرجل القوي حاليا في مصر ربط مسألة التأهل إلى المونديال بتدخل السيسي شخصيا، وكانت التقارير المصرية قد ذكرت بأن السيسي وافق على تأمين مباراة الإياب أمام غانا وإقامتها بملعب برج العرب بالإسكندرية، ليجني بذلك هذا الرجل نقاطا إضافية لصالحه في صراع السياسة والرياضة، لكن هزيمة مباراة الذهاب بسداسية كاملة أفسدت وأخلطت حسابات الرجل الأول في مصر حاليا.

البعض طالب بتعيينه مدربا للمنتخب على سبيل السخرية

أطلقت بعض الأطراف المجهولة، حملة عبر المواقع والمنتديات المختلفة المنتشرة في مصر يطالبون من خلالها بترشيح اللواء السيسي لتدريب المنتخب المصري في المباراتين الفاصلتين أمام المنتخب الغاني وذلك قبل أن تلعب مباراة الذهاب، واعتبر هؤلاء بأن مهمة صعبة مثل هذه تحتاج رجلا عسكريا حاسما في صورة السيسي، ورغم أن من أطلق هذه الحملة أطلقها على سبيل الدعابة والسخرية، إلا أن هناك أطرافا تلقفتها على أحر من الجمر واستثمرتها لما يخدم أهدافها السياسية.

الهزل أضحى جدا والمهللون استرجعوا ذكريات العسكر مع الفراعنة

استعادت بعض المنابر الإعلامية في مصر ذكريات مونديال إيطاليا 1990، حيث ذكرت بأن المرحوم محمود الجوهري مدرب المنتخب المصري في تلك الفترة هو عسكري سابق وخريج المؤسسة العسكرية في مصر، وعادت تلك المنابر للتذكير بجميع الإنجازات التي حققها العسكريون في مصر بداية من محمد علي باشا وصولا إلى السيسي الذي صورته على أنه رجل قادر على تدريب المنتخب المصري وإيصاله إلى المونديال، وكأن كرة القدم لعبة حربية، ويا ليت الأمور توقفت عند هذا الحد بل تعدته كثيرا.

ـــــــــــــــــــــــ

سيناريو من إخراج السيسي

العسكر يريدون استثمار النصر الكروي لمصالحهم السياسية

لا يقتصر استثمار العسكر في مصر بقيادة اللواء عبد الفتاح السيسي في النجاحات الكروية الأخيرة للمنتخب المصري على طموحات الجنرال القوي في الجيش المصري للوصول إلى كرسي الرئاسة في جمهورية مصر العربية خلفا للرئيس المنتخب محمد مرسي، وإنما قد يلجؤون لاستثماره بأشكال أخرى لا تخرج عن سبيلهم في تحقيق أهدافهم وغاياتهم السياسية والعسكرية، ولو أن هزيمة الذهاب أفسدت كل المخططات، فكيف كان التفكير فيها؟.

خروج ملايين المصريين إلى الشوارع كان هدفهم الأول

يبدو الشعب المصري متعطشا لرؤية منتخب بلاده وهو يحجز مقعده بين كبار الأمم الكروية في العالم من خلال التأهل إلى مونديال البرازيل 2014، حلم إذا ما تحقق فإنه سيخرج عشرات الملايين من المصريين إلى شوارع أم الدنيا وربما سيخرج أيضا مئات الآلاف منهم أيضا من الرعايا المصريين المقيمين في الخارج إلى شوارع البلدان المقيمين فيها للاحتفال بهذا الإنجاز إذا ما تحقق فعلا، وهذا الأمر وحده سيساهم في تحقيق أهداف العسكر لأن الشعب المصري حينها سيكون قد خدر فعلا بأفيون الشعوب بحيث لن يكون اهتمامه منصبا إلا على فرحة التأهل للمونديال لا غير.

صورة الملايين المحتفلة قد تطغى على الملايين المحتجة

كان سيساهم خروج ملايين المصريين إلى الشوارع للاحتفال بتأهل منتخبهم إلى المونديال، في إخماد ثورة الإخوان المسلمين والمظاهرات التي دأبوا على القيام بها في الأسابيع الماضية بغية إعادة الرئيس المنتخب محمد مرسي إلى السلطة، لأن الملايين التي كانت ستخرج للشارع ستغطي بفرحتها الملايين التي قد تبقى في الشوارع أيضا للمطالبة بعودة الرئيس الشرعي، ولكن ماذا لو حدث العكس وهو ما اقترب بالفعل؟.

الإخفاق في بلوغ المونديال أسوأ سيناريو ينتظر السيسي

سيكون العكسر أكبر الخاسرين في حال اخفاق المنتخب المصري في التأهل وهو ما بات شبه أكيد، لأن الشارع المصري لن يجد ملجأ له للهروب من مشاكل الحياة الكثيرة في مصر، وبالتالي فقد يخرج الملايين أيضا إلى الشارع للاحتجاج، فالمظاهرة المليونية وجمعات الغضب والاحتجاج والعودة وغيرها من الأسماء التي توالت على المشهد السياسي في مصر، أضحت سنة في بلد "الفراعنة" بل وفي جميع دول "الربيع العربي" الذي لم يأت يوم فيه ربيعا بل كان من بدايته خريفا ينتحل هوية الربيع احتيالا.

الإخوان فرحوا بالسداسية !!!

وكتأكيد على أن الإقصاء لن يخدم مصالح السيسي، فقد كانت السداسية التي تلقاها المنتخب المصري في لقاء الذهاب بـ كوماسي بمثابة ضربة موجعة لأطماعه، خاصة وأن الإخوان ومناصري الرئيس المخلوع مرسي خرجوا للاحتفال بهزيمة "الفراعنة"، في انتظار أن يقصى زملاء أبو تريكة بصفة رسمية بعد إجراء لقاء الإياب شهر نوفمبر.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

نجوم الكرة منقسمون

الحضري وشوبير وأبو ريدة "عسكريون" ورمضان وخشبة وفتحي "إخوانيون"

إذا كان المجتمع المصري قد انقسم إلى شطرين في الأزمة السياسية الأخيرة التي عاشتها أرض "الكنانة" بين مؤيدي محمد مرسي ونظرائهم من موالي السيسي، فإن نفس الأمر ينطبق على المجتمع الرياضي المصري والكروي بشكل خاص، ولكن مشاهير كرة القدم فضلوا التكتم عن ميولاتهم السياسية إلا القليل منهم، وهذا خشية الدخول في متاهات هم في غنى عنها خاصة أن المجتمعات العربية لطالما رفضت الخلط بين المجال الرياضي والسياسي، لكن بعضا من هؤلاء النجوم لم يخف لومة لائم وعبر علانية عن موقفه فيما أصبح يعرف بالقضية المصرية.    

شوبير وأبو ريدة يقودان التظاهرات ضد مرسي

بقدر ما كان هناك جانب كبير من الرياضيين مالوا إلى جانب الرئيس المخلوع محمد مرسي، فإن عددا كبيرا منهم كانوا ضده، فقبل الإنقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس مرسي ظهر العشرات من الرياضيين المعروفين وخصوصا في ميادين كرة القدم في التظاهرات المناوئة له، والتي كان ميدان التحرير مسرحا لها، حيث كانت شخصيات مثل هاني أبو ريدة، شوبير، مصطفى يونس، حسن حمدي والخطيب من أبرز الوجوه التي تظاهرت ضد مرسي، وهي شخصيات معروفة بتورطها في العديد من فضائح الفساد المالي في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك.

سعيد والحضري يحتفلان بسقوطه والأخير يصفه بالطاغية

أبدت بعض الوجوه الرياضية الكروية في مصر فرحة منقطعة النظير عقب الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس مرسي، حيث اعتبر المدافع الدولي المصري الأسبق المشاغب إبراهيم سعيد بأن سياسة الرئيس المعزول كانت تعادي كرة القدم التي لم تكن تكتسي أولوية كبيرة عند مرسي وفقا لسعيد، أما الحارس الدولي عصام الحضري المحترف حاليا في صفوف فريق المريخ السوداني فقد قام بتنظيم مأدبة عشاء على شرف أ%

كلمات دلالية : المنتخب المصري.

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال