هل يملك مخلوفي حظوظا في التتويج، وما هو أحسن سيناريو بالنسبة إليه؟

وذلك في ظل عودته من فترة صعبة جدا مقارنة بباقي المشاركين في ذات السباق، فهل يملك ابن سوق أهراس حظوظا في التتويج؟

 

لم نشاهد سباقا سريعا بالمعنى الحقيقي في نهائي 1500 متر ضمن بطولة العالم لألعاب القوى منذ بطولة باريس سنة 2003 تقريبا، حينها، كان الأسطورة المغربي هشام القروج قد توج بالذهب حينها بعد فوزه بتوقيت قدره 3.31.77 دقيقة، ليحتل الفرنسي مهدي بعلة المرتبة الثانية 3.32.31 دقيقة والسويدي إيفان هيشكو المرتبة الثالثة بـ 3.33.17، وبشكل عام كانت كل سباقات الدورات التالية بطيئة وتكتيكية مقارنة بالأرقام القياسية في هذا السباق، إلى أن كسرت القاعدة مرة أخرى بسباق يمكن اعتباره سريعا، ويتعلق الأمر بذلك الذي احتضنه آخر بطولة عالم لألعاب القوى بلندن سنة 2017.

في تلك البطولة نجح الكيني مانانغوي في التتويج بذكاء كبير على حساب مواطنه شيريوت الذي يعتبر حاليا المرشح الأبرز لنيل الذهب في بطولة قطر، وأنهى مانانغوي السباق بتوقيت قدره 3.33.61 دقيقة، فيما حقق شيريوت توقيتا قدره 3.33.99 دقيقة، وتفوق على النرويجي إينجيغريبتسن الذي حقق توقيتا قدره 3.34.53 دقيقة، يومها، قاد شيريوت السباق من البداية وحاول الهروب على المجموعة بعد دقيقة واحدة فقط من الإنطلاقة، والأكيد أن السبب هو عدم امتلاكه لسرعة نهائية مثالية "فينيش"، غير أن مواطنه مانانغوي أدار السباق بذكاء كبير، ولم يسمح لـ شيريوت بالإبتعاد، قبل أن يفاجئه بـ سرعة كبيرة في آخر الأمتار ويتوج باللقب العالمي.

وفي ظل بطء سباقي المجموعات ونصف النهائي لهذا العام، فإن شيريوت يتجه لتكرار نفس تكتيك بطولة لندن، ذلك أنه يمتلك أحسن توقيت في سنة 2019 مقارنة ببقية المشاركين والمقدر بـ 3.28.77 دقيقة، ومن دون شك، فإن تكراره لمثل هذا التوقيت يجعله مرشحا فوق العادة لنيل الذهب، أما مخلوفي فيمتلك سنة 2019 ثالث أحسن توقيت من بين المشاركين في النهائي والمقدر بـ 3.31.77 دقيقة، فيما يمتلك النرويجي إينجيبريغتسن 3.30.16 دقيقة، ما يعني منطقيا أن التنافس سينحصر بين هذا الثلاثي إضافة إلى البولوني ليفاندوفسكي الذي يملك هذا العام توقيت قدره 3.31.95 دقيقة.

ورغم امتلاكه لثالث أحسن توقيت، فإن مخلوفي لا يفضل سباقا سريعا جدا بقيادة شيريوت، ولا بطيئا جدا يتيح الفرصة للجميع في النهاية، ما يعني أن أفضل سيناريو بالنسبة إليه سيكون كالذي شاهدناه في سنة 2007، حيث توج الأمريكي بيرنارد لاغات بدورة أوساكا بتوقيت قدره 3.34.77 دقيقة، فكان السباق تكتيكيا بامتياز من طرف الأمريكي الذي كان متمركزا بشكل مثالي، قبل أن ينطلق في سرعة نهائية بآخر 100 متر ويتوج باللقب، والأكيد أن توقيت السباق الذي لم يكن بطيئا جدا ساعده في الإنطلاقة النهائية، حيث أن 5 عدائيين لم يتمكنوا من الإلتصاق بالمجموعة المتصدرة، ما سهل الأمر عليه في النهاية، فوجد مساحة كافية للإنطلاق وتقديم كل ما يملك لأجل الذهب.

وبذكر التمركز، لاحظ الكثير من المتتبعين أن مخلوفي لا يتمركز جيدا في العديد من السباقات، ما يصعب عليه الخروج في الوقت المناسب، وهو ما يجب أن يتفاداه في النهائي وخاصة إن كان النسق بطيئا جدا، حيث ستزيد فرص الجميع في هذه الحالة خلال الإنطلاقة النهائية، وبذلك، فإنه من الذكاء أن تتم مراقبة الكيني شيريوت بنفس الطريقة التي فعلها مانانغوي في نهائي 2017، ثم الإنطلاق في آخر 100 متر بسرعة لأجل التغلب على شيريوت وأيضا النرويجي إينجيبريغتسن الذي لا يملك "فينيش" مثالي هو الآخر.

أحسن توقيت في 2019 بالنسبة للمتأهلين إلى نهائي بطولة العالم لسباق 1500 متر:
1- الكيني شيريوت: 3.28.77 دقيقة
2- النرويجي إينجيبريغتسن: 3.30.16 دقيقة
3- الجزائري مخلوفي: 3.31.77 دقيقة
4- البولوني ليفاندوفسكي: 3.31.95 دقيقة
5- البريطاني كير: 3.33.60 دقيقة