لوكا مودريتش: "هذا زمن الريال واللقب 11 سيكون أسهل من العاشرة"

لوكا مودريتش لاعب ريال مدريد

وفتح "كرويف كرواتيا" قلبه للصحيفة المعروفة بقربها من النادي "الملكي" في مطار "باراخاس" بـ مدريد، قبل شده الرحال صوب لوس أنجلس الأمريكية للدخول ضمن المعسكر الإعدادي للنادي للموسم الجديد، وتناول نجم كرواتيا بإسهاب عدة قضايا تخص "الميرنغي"، وكشف النقاب عن مجموعة من الأمور التي تخص الموسم الجديد لـ الريال، واستهل كلامه بالحديث عن العطلة الصيفية بعد كأس العالم الأخيرة التي أقيمت بـ البرازيل، كما عرج على مشاركة منتخب بلاد في هذه الدورة، وتحدث عن الوافدين الجديدين توني كروس وجيمس رودريغيز، وعن أنشيلوتي وغيرها من النقاط والقضايا المهمة التي سنكتشفها في هذا الحديث الشيق.

 

أهلا بك لوكا، عدت الآن من العطلة الصيفية لتنظم إلى الفريق وتحضر للموسم المقبل، كيف مرت فترة الراحة بعد موسم طويل وشاق؟

مرت بشكل جيد، قضيت العطلة رفقة العائلة والأصدقاء في كرواتيا، كانت أياما جميلة ورائعة ولكنها مرت بسرعة، الآن علينا التحضير لموسم سيكون أصعب من الموسم الماضي، الجو العائلي الذي عشته في كرواتيا جعلني أشحن بطارياتي جيدا وأتطلع للموسم الجديد بحماس.

 

كيف تقيم مشاركة المنتخب الكرواتي في المونديال الأخير الذي أقيم بـ البرازيل؟

لم تكن مشاركة كما أردناها، تواجدنا في مجموعة صعبة رفقة البرازيل، المكسيك والكاميرون، وكانت الأمور معقدة نوعا ما، كنا نهدف للعبور إلى الدور الثاني لكننا لم نكن في مستوياتنا المعتادة، البرازيل والمكسيك كانا أفضل منا واستحقا التأهل عن المجموعة الأولى في كأس العالم، رغم امتلاكنا لمنتخب قوي مشكل من أسماء تلعب بأكبر الأندية في أوروبا، لكن أنت تعرف يجب أن يكون برفقتك الحظ في مثل هذه المناسبات لتقديم دورة جيدة.

 

ألمانيا هي الأخرى قدمت دورة رائعة واستحقت نيل كأس العالم بجدارة، ما رأيك في الدورة بصفة عامة؟

الدورة كانت بها مفاجآت كثيرة، منذ بداية الدور الأول والمفاجآت حاضرة بكثرة، واستمرت هذه المفاجآت إلى غاية فوز ألمانيا على البرازيل في الدور نصف النهائي بنتيجة كاسحة 7-1، على العموم كانت دورة رائعة اكتشفنا من خلالها بعض الأسماء وبعض المنتخبات، وشهدت معدلا تهديفيا كبيرا، إلا أن غياب بعض المنتخبات عن الأدوار الأولى أنقص من إثارة الدورة قليلا.

 

هل تحدثت مع أنشيلوتي أو فلورنتينو بيريز خلال فترة المونديال؟

تحدثت مع أنشيلوتي فقط لمعرفة الوقت الذي سأدخل فيه رفقة المجموعة تحضيرا للموسم الجديد، أما غير ذلك، فلم يكن لي أي اتصال مع أي أحد، ربما يعود ذلك للفترة التي كنا نعيشها مع المنتخب في المونديال، لا تنسى أننا كنا نعيش ضغطا رهيبا لإحراز بطاقة التأهل إلى الدور الثاني.

 

الموسم الماضي قدمتم آداء كبيرا وأحرزتم لقب رابطة الأبطال الأوروبية، ما هي تطلعاتك في الموسم الجديد؟

على المستوى الشخصي، أتمنى موسما جيدا ومميزا وخاليا من الإصابات، بما أننا وقعنا على موسم فارط جيد، أتمنى أن نعيد الكرة هذه المرة ونتطلع للأفضل، نهدف للفوز بلقب الدوري والاحتفاظ بلقب دوري أبطال أوروبا، لما لا، فنحن نملك لاعبين جدد في الفريق إضافة إلى لاعبين آخرين رائعين، أتمنى أن نصل إلى أبعد الحدود ونقدم أفضل المستويات، أظن أننا قادرون على تحقيق الثلاثية هذا العام نظرا للأسباب التي ذكرتها آنفا.

 

على ذكر اللاعبين الجدد، توني كروس وجيمس رودريغيز زميلان جديدان في الفريق، ما الذي يمكنك قوله عنهما؟

شاهدتهما في المونديال الأخير، وبالنسبة لي، كانا من أبرز لاعبي الدورة، كروس لاعب موهوب ومنذ العام الماضي والذي قبله كان يقدم آداء أكثر من رائع، إنه من نوعية اللاعبين الذين يحتاجهم الفريق، أما رودريغيز فأثبت في المونديال الأخير أنه هداف من الطراز الأول، لا تنسى أنه لا يزال شابا، إنهما لاعبان كبيران، أمضى معهما "الملكي" للظفر بالألقاب وهو ما يطمح إليه النادي، توقيعهما خبر جيد ومميز، فنحن كلاعبين نريد دائما اللعب رفقة أفضل وأمهر العناصر.

 

الآن بات ريال مدريد يملك أحد أفضل خطوط الوسط في العالم، ما هو تعليقك حول هذه النقطة؟

فعلا، أظن أننا نملك أفضل اللاعبين في وسط الملعب بالعالم بعد إمضاء هذه الأسماء معنا، سعيد لأنني ألعب معهم، ومن جهة أخرى، الأمر صعب لضمان مكان معهم، وأهم شيء هو المنافسة بشكل شريف وقوي، إنه في صالح الفريق، فأن تلعب مع الأقوى فهذا يعني أن مستواك سيتطور للأحسن بكل تأكيد، والجميع يرحب بهذا النوع من المنافسة.

 

في ظل الأسماء الكبيرة التي أضحى يملكها النادي مع إمكانية بقاء دي ماريا الموسم المقبل، هل ترى فريقك المرشح الأبرز للألقاب؟

بطبيعة الحال، ريال مدريد مرشح دائما، ويبقى أحد أبرز المرشحين لجميع الألقاب، في أوروبا والمنافسات الإسبانية نحن دائما مرشحون وهذا أمر إيجابي لنا كلاعبين، لكن الأمر لا يبدو سهلا أو في المتناول خاصة في الآونة الأخيرة، فالجميع يبحث عن إسقاطنا وطريقة لعبنا أصبحت مكشوفة للجميع، من جهة أخرى، أتلتيكو مدريد وبرشلونة قاما بـ "ميركاتو" جيد، ما يعني أن المنافسة ستكون على أشدها، يجب أن نلعب كرة قدم جيدة كما فعلنا في الموسم الماضي، فعلى سبيل المثال، خارج إسبانيا سنكون في منافسة شرسة مع عدة أندية في إنجلترا، إيطاليا، ألمانيا وفرنسا وذلك بعد التحركات الأخيرة في "الميركاتو" الحالي.

 

تملكون إمكانية الظفر بستة ألقاب هذا الموسم، هل هو حافز أم عامل إضافي في الضغط على الفريق؟

لا، إنه أمر محفز للغاية، في ريال مدريد جميع الألقاب والمسابقات مهمة، سيكون أمرا رائعا لو حققنا الألقاب الستة، لكن وكما أسلفت الذكر، سيبقى الأمر شاقا وصعبا لأننا سنكون أمام فرق قوية في المنافسة، لكن تحقيق السداسية سيكون شيئا مميزا وهو ليس بالأمر الكبير على ناد بحجم ريال مدريد.

 

هل تشعر بالضغط للظفر بـ الكأس الحادية عشرة في دوري الأبطال؟

إنه الضغط المعتاد في ريال مدريد، كما أن اللقب الحادي عشر هو بمثابة الحالم الجديد لأنصار "الميرنغي"، لن يكون مماثلا لما كان عليه قبل الفوز بـ العاشرة، حيث كانت الضغوط كبيرة، الآن ستكون الضغوط بطبيعة الحال لكتابة التاريخ من جديد في النادي "الملكي"، أظن أنه زمن ريال مدريد لأننا نملك لاعبين رائعين وفريقا مميز، أظن أننا قادرون على التألق في قادم السنوات، ولهذا فالضغط بالنسبة لنا غير موجود لأننا حققنا كل شيء، لكن يوجد علينا ضغط من نوع جديد، وهو ضغط التاريخ علينا لنبتعد أكثر في تحقيق الأرقام القياسية، من جهة أخرى، أرى أن الطريقة المثلى لتقديم عربون وفاء للأسطورة ألفريدو دي ستيفانو هو لعب كرة قدم جميلة وتحقيق الألقاب، وأقول له "فلتنم بسلام".

 

كان لك دور كبير في نهائي رابطة الأبطال الأوروبية الأخيرة والتي فزتم بها على الغريم والجار أتلتيكو مدريد، ما الذي جرى في ذهنك قبل أن تنفذ الركنية التي أتت بهدف التعادل في تلك المباراة؟

كانت الفرصة الأخيرة في المباراة، بالنسبة لي كان من الحري أن ألعبها بسرعة لكسب الوقت أكثر فأكثر، بعد خروج الكرة إلى الركنية توجهت لتنفيذها بالسرعة المطلوبة، كنت أحاول أن أضع الكرة في المكان الجيد، وكما تعلمون فنحن نجرب ذلك في التدريب أكثر من مرة، كانت مثالية وراموس سجل هدفا للتاريخ، وبعدها واصلنا آداءنا المميز وحققنا فوزا تاريخيا على الأتلتيكو نظرا لمجريات اللقاء، إنه الهدف الذي أشعل عزيمتنا وإرادتنا على الفوز.

 

هل تحتفظ ببعض الأشياء من نهائي لشبونة؟

أكيد، أحتفظ بالكثير من الذكريات الجميلة من تلك المباراة، تعلم أنه أول لقب لي في دوري الأبطال، ولهذا أجمع كل ما هو قيم ولا ينسى من تلك اللحظة، جمعت القميص، الحذاء والميدالية، بالإضافة إلى لحظات لا تنسى دونتها من خلال الصور لكي أخزنها بذاكرتي.

 

كان شعورك خاصا بعد الفوز بـ العاشرة، ودليل ذلك أن الجميع شاهدك وأنت تحتفل بطريقة هستيرية ذلك في ساحة "سيبيليس" مع جميع أفراد الفريق، هل تفسر لنا تلك اللحظة أكثر؟

منذ التوقيع لـ ريال مدريد كنت أعلم أنها أحد أفضل القرارات التي اتخذتها في حياتي ومسيرتي الرياضية، كان الفوز بـ دوري الأبطال هو أول تتويج كبير لي في النادي "الملكي"، رغم الظفر بـ كأس "السوبر" الإسباني ولقب كأس الملك من قبل، إلا أن العاشرة غير كل تلك الألقاب، وأعرف ما يعنيه هذا اللقب الخاص في تاريخ "الميرنغي" وأنصاره ولذلك كانت فرحتي غير عادية بهذا التتويج، النادي بأكمله، اللاعبون والجماهير عبر العالم كانوا في انتظار تلك اللحظة، كانت سعادتي كبيرة وغامرة.

 

ما الذي قالته لك زوجته بعد تغيير مظهرك من خلال قص شعرك؟

(يضحك) قالت لي زوجتي بعد تلك اللحظة أننا نملك طفلا ثالثا في العائلة، شبهتني بالطفل لأنني ظهرت صغيرا بعد قص شعري.

 

في الموسم الماضي بعد مباراة بلد الوليد، خرجت بتصريح قوي وقاس حول عدم التعلم من الأخطاء، هل تكلمت كقائد؟

في بعض الأحيان يجب أن تقول ما تفكر فيه، لأنه وبالنسبة لي النادي يأتي في المقام الأول، أريد أن نركز أكثر ونقدم الأفضل، على كل حال مر على تلك الحادثة الكثير ولا أود أن أتذكرها، ولكني لست نادما على أي شيء، لأنني أعرف أني قلت الحقيقة وعبرت عن ما في قلبي بكل أريحية.

 

هل تحلم بالاعتزال في ريال مدريد؟

كما قلت لك سابقا، التوقيع لـ ريال مدريد شكل حلما بالنسبة لي، سعيد هنا وعائلتي كذلك، نستمتع بالمدينة وسيكون أمرا رائعا أن أنهي مسيرتي في النادي، إنها رغبتي وسأحاول أن أحققها بكل ما أوتيت من قوة.

 

عن صحيفة "ماركا" الإسبانية