عبد اللطيف بقة: "ما حققته خلال مسيرتي لم يحققه أي رياضي جزائري آخر"

..بعد سنة من انجاز برالمبياد ريو دي جانيرو الذي حطم فيه الرقم القياسي وحقق رقما أفضل من الرياضيين الأسوياء وهو الانجاز التاريخي الذي هللت له كبريات الصحف العالمية، صنع مفخرة الجزائر العداء عبد اللطيف بقة الحدث من جديد في البطولة العالمية لفئة ذوي الا

نشرت : الهدّاف الجمعة 28 يوليو 2017 11:49

أولا، عبد اللطيف لنبدأ من انجازاتك المحققة في بطولة العالم الأخيرة التي جرت بلندن، ميدالية ذهبية في 1500 متر وفضية في 800 متر، هل يمكن القول أنك حققت الهدف أم أن كنت تسعى لتحقيق الأفضل؟

قبل كل شيء أود أن أهدي الميداليتين التي حصلت عليها لكل الشعب الجزائري والعربي وكافة الأمة الإسلامية، بخصوص مشاركتي في البطولة العالمية أؤكد أني حققت المبتغى بحصولي على ميدالية ذهبية في سباق 1500 متر وفضية في 800 متر، أنا راض كل الرضى على الحصيلة النهائية.

 

هل تعتبر انجاز ذهبية سباق 1500 متر هو رد للاعتبار بعد خسارتك نهائي بطولة العالم بالدوحة 2015؟

لا، الظروف كانت مختلفة تماما في بطولة العالم التي احتضنتها الدوحة قبل عامين، وقتها شاركت وأنا خارج للتو من المستشفى بعد تعرضي لتسمم غذائي في الألعاب الإفريقية، قبعت في المستشفى 4 أيام كاملة وهو ما وقف ضد تحضيري الجيد للموعد العالمي بعدها، لكن ومع ذلك رفعت التحدي وحصلت على فضية سباق 1500 متر، كانت نتيجة جد مرضية بالنسبة لي بعد  كل الذي عشته، لذا الظروف التي عشتها قبل بطولة 2015 ليست مثل تلك التي عشتها قبل بطولة العالم الأخيرة بلندن.

 

 

من جهته شقيقك فؤاد حقق ذهبية 800 متر وفضية 1500 متر في نفس البطولة؟هل نفهم بأن كل منكما ركز على اختصاص معين؟

بالنسبة لشقيقي فؤاد عاد بقوة في الآونة الأخيرة بفضل المجهودات التي بذلها  وبفضل نصائح المدرب محمد براهمي، قمنا بتحضيرات كبيرة رفقة هذا المدرب وثمار هذا العمل حصدناه في البطولة العالمية كما شاهدتم، بعد حصول شقيقي على المركز الرابع في الألعاب البارالمبية في ريو دي جانيرو كان مصمما على تحقيق نتائج أفضل وهو ما تحقق في بطولة العالم بحصوله على الميدالية الذهبية في 800 متر وفضية 1500 متر، سعدت كثيرا لانجازاته أكثر من نفسي.

 

 لماذا اختار التوأم بقة اختصاص المسافات نصف الطويلة بالضبط؟

بطبيعة الحال التألق في اختصاص معين متعلق بثمرة سنوات طويلة من العمل، منذ 12 سنة أي في طفولتي اخترت ألعاب القوى وشاركت كثيرا في سباقات العدو الريفي، لكن مع مرور الوقت وجدت نفسي أفضل بكثير في المسافات نصف الطويلة مقارنة بالمسافات الطويلة وهو نفس الشيء مع شقيقي فؤاد الذي قام بنفس الاختيار.

 

تألق أبطال جزائريين في هذه الاختصاصات من قبل على غرار مرسيلي وبولمرقة ومخلوفي هل ساهم في اختيارك ؟

نعم هذا سبب أخر يمكن إضافته للسبب الرئيسي الذي ذكرته سابقا، أبطال الجزائر في ألعاب القوى مثل مرسلي وبولمرقة تألقوا في هذه الاختصاصات وهم يشكلون تحفيزا لأي عداء شاب يريد شق طريق النجومية، فيما يخص مخلوفي هو من جيلي فعندما حقق انجاز أولمبياد 2012 بلندن، أنا أيضا حققت انجازا في البرالمبياد بذات السنة وبذات المدينة وعمري لم يتعد وقتها 18 سنة.

 

لا شك في أن الانجازات المحققة ورائها أسرار وخبايا، هل يمكننا الاطلاع عليها؟

صدقني لا يوجد سر وراء النجاحات المحققة سوى العمل اليومي مع تقديم الكثير من التضحيات، يصل بنا الحد في بعض الحصص التدريبية إلى الاغماء والتقيؤ من شدة التعب، حب العمل يجعلنا أيضا نخوض التدريبات بإرادة وعزيمة قوتين ولا نبالي للعمل الشاق والمكثف الذي يخصنا به المدرب، لأننا ندرك أن حلاوة التتويجات في الأخير تجعلنا ننسى كل التعب الذي عشناه.

 

لنعود قليلا للوراء وبالضبط لبرالمبياد ريو، كيف كان شعورك بعد تمكنك من تحطيم الرقم القياسي بطريقة جعلت الصحافة العالمية وقتها تهلل لانجازك وتصفه بالمعجزة؟

يجب أن يعرف الشعب الجزائري أنه سبق لي تحقيق رقم أفضل من الرقم الذي حققته في ريو "أقل من 3 دقائق و48 ثانية"، لكن تتويج ريو دي جانيرو بالذات له طعم خاص لأن الأمر يتعلق بحدث كبير محط أنظار العالم بأسره،  سعدت كثيرا الانجاز المحقق وقتها لأنه أعطى صورة مشرفة عن الجزائر وقتها.

 

 

هل تحدثت مع مخلوفي في الموضوع خاصة أنك حققت رقما أفضل من رقمه بل كنت حتى أفضل من المتوج بالذهب الأمريكي ماتيو سونتروفيتش؟

بكل تأكيد مخلوفي جلس معي وتحدثنا مطولا عن الانجاز والرقم الذي حطمته، هنأني وحثني على مضاعفة العمل لتحقيق الأفضل في المستقبل، كان سعيد جدا بالانجاز الذي حققته.

 

 

 

بعد أن حققت كل شيء وأنت في هذا السن الصغيرة، هل يمكن أن نعرف أهدافك المستقبلية؟

كل شيء متعلق بنوعية التحضيرات، من أجل المحافظة على مثل هذه المستويات التي وصلت إليها أو تحسين بعض الأرقام يجب مضاعفة العمل والتحضير بشكل جيد، عدا هذا الشرط لا يمكنني تقديم وعود كاذبة.

 

هل عبد اللطيف راضي على نوعية التحضيرات التي يقوم بها قبل المواعيد العالمية؟

 

سأكون صريحا معك في هذه النقطة، التحضيرات التي قمت بها قبل برالمبياد ريو دي جانيرو كانت في المستوى بفضل توجيهات رئيس الاتحادية السابق رشيد حداد الذي لم يبخل عليا بأي شيء لهدف رفع الراية الجزائرية عاليا، من 2012 إلى 2016 أعترف بأن التحضيرات كانت على أعلى مستوى، لكن مع قدوم الرئيس الجديد تغير كل شيء.

 

ماذا حدث بالضبط؟

طالبنا من رئيس الاتحادية الجديد تربصات تتماشى مع مستوى التحديات المنتظرة، لكنه لم يكن عند حسن ثقة المسؤولين الجزائرييين وعلى رأسهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي دائما ما يساند فئة ذوي الاحتياجات الخاصة وهو ذات الأمر مع وزير الشباب والرياضة الذي يشدد على توفير كل الإمكانيات والوسائل لنجاح الرياضيين، رئيس  الاتحادية الجديد خالف كل التعليمات وفضل غلق المنافذ والأبواب على الرياضيين وحرمهم من حقهم في التحضير للمواعيد العالمية.

 

لكن النتائج كانت مشرفة في بطولة العالم؟

الرياضيين  رفعوا التحدي من أجل تشريف الألوان الوطنية، أقولها بصراحة قاتلنا من أجل  أن لا نمنح صورة سيئة عن الجزائر، حضرنا بإمكانياتنا الشخصية وبفضل مساعدة من السلطات المحلية، مثلا أنا وشقيقي فؤاد لم نكن نحقق هذه النتائج لولا مساعدة والي سطيف ومدير الشباب والرياضة لولاية سطيف اللذين وفرا أمامنا الإمكانيات المتاحة للتحضير، بينما رئيس الاتحادية الجديد لم يكلف نفسه حتى عناء رفع معنويات الرياضيين رغم تواجده يومين كاملين في لندن فما بالك بدعم الرياضيين في التحضيرات.

 

نفهم من كلامك أن هذا التجاهل أثر من الناحية النفسية على الرياضيين؟

بكل تأكيد، أنا شخصيا لعبت دور المسؤول في البعثة وتحدثت مع الرياضيين بعد أن لاحظت تذمرهم من تجاهل المسؤول الأول عن الاتحادية، ما تحقق من نتائج كان برفع التحدي وليس بشيء أخر، سلطات البلاد منحت ثقتها في هذا الرئيس لكنه خان ثقتهم وثقة الرياضيين، سنخبر وزير الشباب الرياضة بكل شيء بعدعودتنا إلى الوطن.

 

ما تقييمك للمشاركة الجزائرية والعربية في البطولة العالمية بصفة عامة؟

 

النتائج هي من تتحدث عن المشاركة الجزائرية في بطولة العالم، ضحينا كثيرا من أجل تحقيق هذه الانجازات وهي مهداة لكل الشعب الجزائري، أما بخصوص المشاركة العربية بصفة عامة لا يمكن وصفها سوى بالمشرفة.

 

هل ترى نفسك مظلوم إعلاميا مقارنة بما حققته وتحققه حاليا؟

بكل صراحة أنا مظلوم إعلاميا ، ببساطة لأن الانجازات التي حققتها منذ أن كان عمري 18 سنة إلى غاية 23 سنة لم يقدر على تحقيقها أي رياضي جزائري أخر ومع ذلك هناك تعامل غير عادل بين الرياضيين.

 

تبدو متأثرا في هذه النقطة؟

بطبيعة الحال عندما أرى نفسي محروم من الدعم والاشهار الذي يلقاه بقية الرياضيين أشعر بالظلم، سأروي لك قصة حدثت معي في برالمبياد ريو دي جانيرو قبل عام، وصلتني أصداء عن عزم شركتين كبيرتين التعاقد معي، بل أن مدير إحدى الشركتين تحدث معي وأكد لي عزم مؤسسته التعاقد معي بعد عودتي مباشرة للجزائر مثلما حدث مع رياضيين أخرين، لكن تبخر كل شيء بعد ذلك ولم ألق أي اتصال، لم أفهم لحد الآن ماذا حدث بالضبط.

 

 

ما السر الذي يقف وراء تألق رياضيي فئة ذوي الاحتياجات الخاصة مقارنة بالرياضيين الأسوياء برأيك؟

رياضيي هذه الفئة يحبون التضحية وعزيمتهم واصرارهم مختلفة عن البقية، هذا دون نيسان التعلق بالألوان الوطنية لدرجة كبيرة.

 

مثلك الأعلى؟

محمد علي كلاي

 

شقيقك فؤاد؟

لا يمكننا العيش بعيدا عن بعضنا البعض، قريبا سنلتصق على ما يبدو (يضحك).

 

المرحوم علاق؟

كان عدا ءمن كوكب أخر، هو قدوة لكافة رياضيي ذوي الاحتياجات الخاصة، أهدي الميداليتين إلى روحه الطاهرة ولعائلته.

 

رياضات أخرى تمارسها؟

أمارس كرة القدم.

 

من تناصر دوليا؟

ريال مدريد

 

ومحليا؟

ألتزم الحياد.

 

الدوري الذي تتابعه باهتمام؟

الدوري الاسباني دون منازع ودوري الأبطال بطبيعة الحال.

 

لاعبك المفضل

كريستيانو رونالدو

 

لو يطلب منك اجراء سباق مع مخلوفي، هل ستقبل؟

أتشرف بذلك، لا تنس أن الأمر يتعلق بعداء كبير شرف الجزائر في عدة مناسبات.

 

من سيفوز في الأخير؟

يفوز مخلوفي لكن بصعوبة كبيرة (يضحك)

 

عدائك الجزائري المفضل؟

معجب بمرسلي، بولمرقة، مراح، مخلوفي، جبير وكل من شرف الراية الوطنية في المحافل الدولية.

 

كلمة أخيرة لقراء الهداف الدولي؟

الهداف الدولي، وقناة الهداف دائما يتابعون مسيرتي باهتمام وهو مشكورون على ذلك كثيرا، أجريت معكم هذه الحوار من القلب لكي يعرف الشعب الجزائري كل شيء يتعلق بمسيرتي الرياضية، أشكركم مرة ثانية على إتاحة هذه  الفرصة وتحياتي لكل قراء الهداف الدولي ولكل الشعب الجزائري.

                                                     

                                                  حاوره: نزارقبايلي لخضر

 

 

 

 

 

 

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال