بن طالب: "من ينتقدون وطنيتي أكثر جزائرية مني؟ أنا ابن عائلة مجاهدة وفخور جدا بتمثيل وطني"

نشرت مجلة "أونز مونديال" في عددها الشهري الأخير حوارا مطولا أجرته مع نبيل بن طالب، تحدث خلاله الدولي الجزائري عن ماضيه وحاضره، كما عرج أيضا على المنتخب الوطني وكذا تطلعاته معه في الفترة المقبلة، ليتوجه أيضا برسالة إلى كل من شكك في وطنيته يوما ما...

نشرت : الهدّاف السبت 09 مارس 2019 09:37

أولا، كيف دخلت عالم كرة القدم؟

في البداية طفولتي كانت عادية تماما، كما أنني لم أكن التلميذ المجتهد وقد ركزت في بداياتي على كرة القدم. شقيقي كان سبب دخولي هذا عالم الكرة، بدأ ممارسة الرياضة مع الكاراتي وتحول إلى كرة القدم، كذلك فعلت أنا، لقد أردت أن أنجح وبحثت عن إثبات جدارتي كما أنني لم أستسلم، وثقت في نفسي ولعبت مع من هم أكبر مني من أجل تأكيد أحقيتي.

كيف عشت رفضك من طرف الأندية في البداية؟

أنا لم أتدرج في مسار أكاديمي ضمن عالم كرة القدم، لكنني بحثت عن حلول. دخلت مع والدتي موقع الاتحاد الفرنسي وأرسلت سيرتي إلى عدد من الأندية بعد تجربتي مع ليل وصولا إلى صنف الأواسط، وحده فريق مرسيليا الذي رد على رسالتي وأخبرني أن اكتشاف اللاعبين ليس متاحا في سني تلك. لقدت وجدت عائلتي التي دعمتني ووقفت إلى جانبي بعدها، حتى أنهم رافقوني في تأدية التجارب جنوب فرنسا، الحظ لعب لعبته معي أيضا، حيث كان أحد الكشافين قد شاهدني في مباراة للكرة الخماسية داخل القاعة، ليتصل بي بعدها وأتنقل للقيام بالتجارب في إنجلترا.

نتساءل ما الذي كان سيحدث لو لم تنجح في تجاربك مع توتنهام؟

تجد أحيانا كثيرا من اللاعبين الموهوبين لكن الفرصة تغيب عنهم. بالنسبة لـ توتنهام، أعتقد أن الأمر لم يكن مصيريا، قبل انتقالي للقيام بالتجارب هناك، تلقيت عرضين لتوقيع عقود خاصة بأندية كرة القاعات "فوتسال"، كانت لتكون خطوة مختلفة في مساري.

ماذا عن تيم شيروود، مدربك السابق في توتنهام الذي منحك الفرصة؟

لقد يسر لي أموري كثيرا، كانت بيننا علاقة الأب بولده، كنت هادئا ولا أتكلم كثيرا، كما أنني كنت حذرا في تعاملي معه بصفته مدربا، ربما وصف علاقة الأب بابنه ليس دقيقا بنسبة 100 بالمئة، حيث أنه كان قاسيا وصلبا في حديثه معي، لكنه تسبب بشكل أو بآخر في تعزيز ثقتي في نفسي ومنحي الفرصة التي أعتقد أنني أستحقها.

هل تفتقد الدوري الإنجليزي حاليا؟

أجل، ذلك أمر محسوم، صحيح أنني تلقيت تدريبا جيدا في ليل طيلة 5 سنوات، لكن تكويني الحقيقي كان في إنجلترا، أين تعلمت مبادئ الأسلوب المعتمد هناك. أشعر أنني أمتلك قلباً إنجليزيا. الدوري الإنجليزي هو بيتي وهو المكان الذي أخذت فيه كرة القدم ببعد آخر. بمغادرتي لتلك البطولة بحثت عن التطور والتغيير، ربما بعد ذلك فقدت نفس النسق من التطور الذي كنت عليه.

ما هي محاور تطور أدائك؟

هي الجوانب التقنية والتكتيكية والجسدية والعقلية ، في كل شيء! أنا لا أضع حدودا، فهناك دائماً مجال للتقدم. في توتنهام أخبرني الحارس هوغو لوريس بأنه يعمل بجد لتطوير نفسه، أنا أصغر منه سنا لذا الفرصة أمامي كبيرة للتطور دون شك.

أن تصبح أفضل وسط ميدان في "البوندسليغا"، هل ذلك ممكن؟

بصراحة نعم، عليك تحقيق الانتصارات والاعتماد على اللعب الجماعي. إذا كان فريقك يعمل بشكل جيد ففرصك كبيرة، وهو للأسف ما لا ينطبق علينا هذا الموسم. بالنسبة لي تجربة انتقالي إلى ألمانيا مثالية، ألعب أمام مدرجات ممتلئة ولأشعر بتطوري وأنني أصبحت أحسن.

هل تؤمن بالإحصائيات؟

أجل دون شك، عندما ينظر إليك فريق ما فأول ما يعاينه الإحصائيات، رغم أنني لست بصانع ألعاب أو جناح حتى يتم اللجوء إلى إحصائياتي، أهم نقاطي في اللعب هي التمريرات واعتراض المنافسين.

ماذا تحدثنا عن شخصيتك وتفاعلك القليل مع الإعلام؟

أنا شخص هادئ ولا أحب الظهور، أدائي هو الذي يعكس شخصيتي وليس التصريح للصحافة. أفضل أن أظهر قيمي الحقيقية وألا أحتال على الناس. لا أريد أن يطلق الناس أحكامهم تجاهي بناء على مواقع التواصل، حتى لو حاولت إظهار حقيقتي فالبعض سيشككون، وعليه فلست مجبرا على ذلك.

لنتحدث عن المنتخب الجزائري، هل تسبب اختيارك ذاك في عرقلة عملية تقدمك في عالم الاحتراف؟

من الواضح أن اللاعب الجزائري أو الإفريقي لديه مجال أقل من الأوروبي، هي هكذا كرة القدم وأنا أعرف ذلك مسبقا. سمعت البعض يقولون بأنني اخترت المنتخب الجزائري افتراضيا فقط، لكن الحقيقة أنه في ذلك الوقت تنقل المدرب المنتخب الإنجليزي روي هودسون إلى توتنهام وطلب من مسؤولي توتنهام ضمي للمنتخب، كما أن مدربي تيم شيروود نصحني بذلك، لكنني اخترت الجزائر، بلد والدي التي غادرها يوما ما، أنا جزائري وهذا فخر لي، لقد كان حلم طفولتي، توجد فيديوهات لي في صغري وأنا أرتدي قميص المنتخب الجزائري والرقم 10. عندما كنت في صنف الأصاغر (أقل من 16 عاما) في دونكيرك، أخبرت أصدقائي أنني سأختار المنتخب الجزائري مستقبلا حتى لو كان لدي خيار آخر.

هل شعرت بآثار تلك الخطوة خلال سوق الانتقالات؟

لا أريد أن أقع في فخ هذه الأمور الوهمية، عندما تكون لديك الصفات المطلوبة وتقوم بالعمل المنتظر منك، سوف يتم تقييمك بالكيفية المطلوبة من طرف المهتمين.

ما رأيك في انتقاد ما يسمى بـ اللاعبين أصحب الجنسية المزدوجة؟

ذلك الأمر يجعلني أضحك، ماذا يعني هذا؟ الآخرون هم جزائريون أكثر مني؟ انه مجرد جدل من أجل لا شيء ونحن نرفض ذلك. على الرغم من أننا ولدنا في فرنسا، إلا أننا عدنا إلى بلدنا الأصلي واليوم أنا فخور باختياري تمثيل الجزائر.

نعتقد أن التشكيك في الوطنية يؤلمك؟

طبعا، عندما أرى أشخاصا يتحدثون عن ذلك عبر شبكات التواصل أتساءل في نفسي عما إذا كانت لديهم أي علاقة بالجزائر من الأساس. أجدادنا أتوا من نفس المكان، جدي كان مجاهدا، إنه جدل عقيم وبلا معنى. جميعنا جزائريون، في فرنسا لم يحدث وأن شهدت مثل هذا الجدل رغم أن الكثيرين يمتلكون أكثر من جنسية.

كأس إفريقيا 2019، هي منافسة ضمن برنامجك وتطلعاتك؟

طبعا، دائما أريد تمثيل بلدي، أنا جزائري.

ما هي أحلامك؟

أن أتوج بالألقاب.

ما هي الأندية التي تحلم بتمثيلها؟

جميع الأندية الأوروبية الكبيرة.

هل تشجع فريقا بعينه؟

لا لم يحدث وأن شجعت أي فريق. عندما أشاهد المباريات الكبيرة أريد فقد أن أشاهد الأهداف واللقطات الجميلة.

إذا لم تكن لاعب كرة قدم، ماذا كنت ستعمل؟

لا أعرف، لم أفكر في ذلك على الإطلاق، رأيت نفسي لاعب كرة قدم فقط. أعتقد أنني كنت سأعمل في مجال الرياضة، أمر ما حيوي، ربما أيضا في أمور اجتماعية أو تعليمية، مثلا اجتاز شهادة "بافا" كمشرف اجتماعي على الشباب.

هل من كلمة تريد إضافتها لتختتم الحوار؟

"الجزائر"، أقولها لكل من يشكك في انتمائي لوطني في كل مرة.

                                   عن مجلة "أونز مونديال" بتصرف

كلمات دلالية : بن طالب.

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال