فقد قلت شخصيا في مقالاتي السابقة أنني لا أحب رؤية اللاعبين الذين يملكون عقودا ضخمة من الناحية المالية حبيسي دكة البدلاء، وعليه فأنا أتمنى أن يكون ملعب سان سيرو المكان الذي سيحيي فيرناندو من جديد ويجعله يستعيد الثقة.
أتذكر جيدا فترة انضمام توريس إلينا في ليفربول سنة 2007، لقد كان مصنفا ضمن قائمة أربعة مهاجمين على مستوى العالم حينها، كان قويا وسريعا، يتخلص من المدافعين بمهارة عالية ومعدله التهديفي كان رائعا.
كان اللعب بجنبه في نفس الفريق بمثابة سعادة كبيرة، والشيء الذي أثار إعجابي أكثر شخصيته، أما توريس الذي التحق بصفوف تشيلسي في 2011، فهو لم يكن نفسه الذي التحق بـ"الليفر" من أتلتيكو مدريد، كما أتذكر أن انخفاض مستواه بدأ في آخر 18 شهرا قضاها في أنفيلد رود.
لقد عانى الدولي الإسباني من إصابات متتالية على مستوى الفخذ والساق، وعندما يتعرض لاعب سريع مثله لهذا النوع من الإصابات فإن العودة للمستوى المعهود تكون صعبة، فطريقة لعب "النينيو" كانت تعتمد على النسق السريع، لكنه وجد نفسه غير قادر على تجاوز منافسيه مثلما كان يفعل من قبل.
لقد تساءل الناس عن السبب الذي جعل هذا الهداف عاجزا عن التألق مع تشيلسي مثلما فعل معنا، لكننا لم نكن متفاجئين من هذا الأمر في ليفربول، كما أن النادي كان سعيدا بحصوله على مبلغ 58 مليون أورو نظير الصفقة، ولو أن إعادة استثمار تلك الأموال لم يكن بكيفية سليمة.
يمكن القول أن توريس لم يصل لتلك المستويات العليا التي كان ينتظرها المتابعون خلال فترة لعبه في لندن، لكن هذا لا ينفي أنه لعب عدة لقاءات كبيرة وحصد عدة ألقاب، سيكون مهما أن نتابع مشواره في ميلان وهل ستكون تجربته هناك محطة يستعيد من خلالها حسه التهديفي.
كلمات دلالية :
توريس