هكذا تفجرت فضيحة لحوم الأحصنة الفاسدة

لا تزال قضية لحوم الأحصنة التي كانت بعض المطاعم في وهران تتمون بها لإعداد وجبات المشوي وأنواع من الأطباق الدسمة على أساس أنها لحوم بقر وعجول، تصنع الحدث، مثلما تكشف التحريات المتواصلة بشأنها عن متورطين جدد، وسط تضارب في تصريحات وشهادات أصحاب مطاعم بخصوص معرفتهم للمصدر الحقيقي لما كانوا يستلمونه من لحوم مسمومة ومغشوشة من القائم على عمليات التسويق لها كل يوم…

وحسب المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بوهران، فإن عملية المداهمة التي استهدفتت المسكن الذي كان مستغلا كورشة لتقطيع وفرم وتوضيب لحوم الأحصنة موضوع فضيحة الحال، قد أسفرت عن توقيف ثلاثة مشتبه فيهم، وقد تم اقتيادهم على الفور إلى مقر فصيلة الأبحاث للتحقيق معهم، أين أقر صاحب الورشة، المدعو (ب. ع)، أنه كان يقوم بذبح الأحصنة بالمذبح البلدي، ثم يعمل على تجهيزها بمقر سكناه بحي النجمة، فيما يباشر عامل آخر عمليات توزيعها على متن شاحنة على مستوى مطاعم ولاية وهران، ليتم على إثر ذلك استدعاء أصحاب المطاعم الذين أوشى بتعامله معهم، وهو التحقيق الذي كشف من خلال تصريحات أحد هؤلاء بأن المستفيدين من الطلبيات كانوا على علم مسبق بأصل ومصدر تلك اللحوم، وبأنها ناتجة عن ذبح أحصنة، فيما نفى آخرون معرفتهم بذلك، مشيرين إلى أن الممون كان يوهمهم بأنها لحوم بقر، وطبقا لذات البيان، فإن التنقل إلى المسكن المذكور من طرف فريق المحققين وبالاستعانة بفصيلة الشرطة التقنية التابعة لمقر المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بوهران، مدعمين بفصيلة من الأمن والتدخل، وأفراد من الفرقتين الإقليميتين للدرك بالسانيا والكرمة، وكذا طلب المساعدة من ممثلي مديرية التجارة، وطبيب بيطري من مديرية المصالح الفلاحية لولاية وهران، قد أثمر عن حجز 142 كلغ من اللحوم، 153 كلغ أخرى في شكل لحوم مفرومة، بالإضافة إلى 14 كلغ من الكبد والقلب داخل الورشة، مع القيام بحجز شاحنة من نوع “كيا” كانت تستعمل في عمليات نقل تلك اللحوم، وميزان إلكتروني وأدوات تقطيع في ظروف منافية تاما لشروط النظافة والصحة، كما أكد ممثلو مديري التجارة والطبيب البيطري أن تلك اللحوم مصدرها أحصنة، وهي غير صالحة إطلاقا للاستهلاك.

يذكر أن هذه العملية تمت بناء على معلومات تلقتها فصيلة الأبحاث للدرك الوطني، وبموجبها تم تكثيف التحريات، وتنشيط الاستعلامات والقيام بالدوريات، ليتم في حدود الساعة 11 صباحا بتاريخ 30-08-2018، رصد الشاحنة التي كانت تقوم بنقل تلك اللحوم، وبعد وضع خطة محكمة للإطاحة بصاحبها الذي شوهد وهو يركن الشاحنة بمحاذاة الطريق، ويسلم كيسا بلاستيكيا لصاحب مطعم في وهران، وعندها تفاجأ عناصر الدرك أمامه، وعند تفتيش الكيس تم العثور على كمية معتبرة من اللحوم المفرومة مجهولة المصدر بداخله، وكذلك عثروا على كمية أخرى من اللحوم، وكيس آخر معبأ بالكبد والقلوب على مستوى الشاحنة، والتي كان بصدد توزيعها على مطاعم أخرى بالولاية. وعند التحقيق المعمق معه أوشى عن صاحب الورشة في انتظار مثول الموقوفين الأوائل أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة السانيا.