من نوادر القصص..

مما يُحكى عن عدالة ونزاهة وورع الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، أن دخلت ابنته عليه في يوم عيد وهي تبكي، وكانت صغيرة، فسألها عمر: ما يبكيك؟ فقالت: كل الأطفال يرتدون ثياباً جديدة، وأنا ابنة أمير المؤمنين أرتدي ثوباً قديماً!.

نشرت : الخميس 30 يوليو 2015 10:38

 

تأثر عمر لبكائها ورق قلبه، فذهب إلى مسؤول بيت المال يستأذنه في صرف مستحقاته أو راتبه الشهري المقرر له كخليفة، ولكن عن الشهر المقبل، أو ما نسميها اليوم، سلفة بضمان الراتب.. فلم يمانع المسؤول المالي أو وزير ماليته في تلبية الطلب، ولكن سأله عن السبب، فقص عليه عمر قصة ابنته..

قال له المسؤول المالي: لا مانع عندي يا أمير المؤمنين ولكن بشرط.. فقال عمر: وما هو؟

قال: أن تضمن لي أن تبقى حياً حتى الشهر المقبل، كي تعمل بالأجر الذي تريد صرفه مسبقاً!!.

فأعاد عمر النظر في الطلب، ثم تركه وعاد إلى بيته، فسأله أبناؤه: ماذا فعلت؟ قال: أتصبرون وندخل الجنة جميعاً أم لا تصبرون ويدخل أباكم النار؟ قالوا نصبر!.

لا أستغرب القصة مطلقاً، فكلنا يعلم من هو عمر بن عبد العزيز، الذي أعاد سيرة جده لأمه، الفاروق عمر بن الخطاب، الذي تحفل سيرته بقصص أشبه بالخيال.. وكل أحد منهما كان بمثابة أقوى رئيس دولة بالعالم حينذاك.. لكن السؤال: كيف استطاع العمران ضبط أنفسهما وأهليهما بالصورة التي تحكي كتب السير عنهم؟.

المسألة ليست سهلة بالسهولة التي نحكي أو نكتب عنها، فأن تكون صاحب القرار الأول في الإمبراطورية، وتسيطر على أموال وأملاك، والإمبراطورية كلها بمن فيها تحت إمرتك، ثم تخاف من صرف درهم أو دينار، بل تستأذن قبل الصرف وتدري أنه لن يسألك سائل، لم تصرف وفي ماذا تصرف، بل قبل ذلك من يجرؤ على السؤال.. كل هذا يدل على أن تربية العُمرين لم تكن اعتيادية، ونفوسهما لم تكن في مستوى النفوس البشرية، بل أحسبُ أنهما إلى الملائكية أقرب.. ولعل هذه من أسباب خلود ذكراهما إلى يومنا هذا وإلى ما شاء الله أن يكون..

إنهما نماذج للتربية الحقّة أو الإدارة بالنماذج.. ولا أقول هذا لنقتدي بهما ونعيد أفعالهما، فالأمر خيالي إن أردنا الدقة في التعبير، ولكن محاولة استلهام بعض المواقف من حياتهما لتشجيع نفوسنا وغيرنا، سأعتبرها محاولة رائعة لو قمنا بها في بيوتنا قبل مدارسنا ومجتمعاتنا.

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال