حاول أن يكون القرآن رفيقك

يتساءل كثيرون عن الطريق إلى التلذذ بكتاب الله، وحضور القلب عند قراءته، ويتساءلون عن اللذة التي يجدها أهل القرآن..

نشرت : السبت 10 مارس 2018 20:22

 كيف يجدونها، وبعضهم يتحدث بكلمات تَقَاطر دمعاً أنه يفتح المصحف ويقرأ لمجرد تحلة القسم؛ إذ إنه لا يجد من تلك اللذة شيئاً، ثم ينفطر قلبه إذا رأى من يتكلم عن الشعور الجارف الذي يجده في الحياة مع القرآن.. لأنه يراه يتحدث عن شيء يفتقده. في الحقيقة.. الجواب عن هذا السؤال شاق، ومشقته راجعة إلى أنه يُشعر القارئ بأن المتحدث بلغ منزلة في هذا الباب تخوله للحديث عنه، وترجع أيضاً إلى كون الجواب ليس يتلخص إلى كلمة واحدة، تؤخذ وتضمد بها الجراحات ثم تبرأ، بل هو راجع إلى عدة عوامل متفرقة، والواقع أن مثل هذه الإشكاليات هي نتاج تراكمات سابقة، وليست حديثة الولادة، فمن كان آخر عهده بكتاب الله هو رمضان العام الماضي فلا يستغرب أن يدخل رمضان هذا فيحاول أن يعيد ذكرياته الرمضانية السابقة فيتناول المصحف فيبحث عن قلبه فلا يجده، لا يستغرب هذا؛ فإن القلب جَسور على الهرب، وإذا لم يُتعاهد فإنه سرعان ما يتفلت، والعارفون بشأنه يذكرون من تأثره وتفلته أشياء هي أهون من هذا بمراحل. دعونا نأخذ مثالاً نعتبر به إلى حالتنا هذه، لو أن شخصاً كان له صديق يألفه ويطوي معه الليالي الكثيرة بلا أدنى ملل، يسامره ويجالسه ويبثه أساريره ومواجيده، لو أن أحد هذين الصديقين ابتعد عن صديقه الآخر مدة من الزمان ولنقل: عشرة أشهر مثلاً، لا يراه، ولا يراسله وليس بينهما أي نوع من التفاعل، تُرى؟ إذا لقيه مرة أخرى -بعد هذه المدة من الانقطاع- هل سيستعيدان من التبسط والعفوية ما كانا ألفاه بمجرد مرور الدقيقة الأولى من لقائهما؟!.

و الواقع أن هذا الاحتمال بعيد؛ إذ إن للبعد تأثيراً ما على العلاقات لابد أن تظهر آثاره، ولو في مظاهر الرسميات لدى اللحظات اللقاء الأولى، إن هذا الذي كان آخر عهده بكتاب الله هو العام الماضي يستبعد تماماً فيما جرت به عادات القلوب أن يعود إلى حالته الماضية بسهولة، وبطبيعة الحال: إذا كان ثمة حالة.. وهنا وقفة أيضاً؛ فإن الصداقة التي وصفناها هي صداقة وثيقة العرى، أما إذا كانت الصداقة ليست بالعميقة أصلاً فمن البعيد جداً أن تعود كما كانت، والواقع هنا أن علاقة من يهجر القرآن منا مدةً طويلة تكون علاقته ليست بذاك أصلاً، ثم إذا لقيه لقاءً عابراً فارقه المدة الطويلة.وإن الناس على قسمين: قسم دربوا بمعاني القرآن ونعموا بالحياة معه وصحبته.. حتى صار لدى قلوبهم القابلية السريعة للحضور؛ فهؤلاء يكفيهم مجرد مرور العظة على قلوبهم لينتفعوا، وقسم آخر عليهم أن يلقوا السمع ويبتعدوا عن المشغلات حتى يتفهموا ويتعظوا، نعم.. لابد من الاجتهاد أولاً، لابد من الاستمرار واستدامة النظر في كتاب الله، حتى ولو جد المرء في نفسه مشقة، والذي يحدث أن الواحد منا يأخذ بالمصحف وفي قلبه ألف شغل وشغل، وفي يده هاتفه، وكلما نظر في كتاب الله نظرة؛ ألحقها بعدة نظرات في هاتفه، قل لي - بربك- أيجتمع مثل هذا التشعث في القلب ، وتفرق الاهتمام، والنوازع الكثيرة.. أيجتمع مع التلذذ بكتاب الله، والغوص في معانيه؟! ألا إن القلب لا يمكن أن يكون هارباً حاضراً في الوقت نفسه!.

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال