مع الله

لطالما لم أتحمَّل، وسقطتُ، وبكيتُ، ورأيتُ الستار يُسدَل على كل آمالي، ثم يأتي الفرج مع قرب الستار من الأرض سنتيمترات

نشرت : الثلاثاء 29 يناير 2019 20:25

فينتصر الخير، وأُصبِحُ البطل، وكل ذلك فقط برحمة الله وكرمه! شعرتُ بلطف الله في كثيرٍ من مواقف حياتي، عندما تأمَّلت، وابتعدتُ عن ملذَّات الدنيا، وتقرَّبْتُ له عز وجل؛ شعرت كيف يمكن جعل ملذَّات الدنيا هي الطريق للجنة، كيف أنَّ حُبَّه يرزق فينا اكتفاءً، فنشعُر ببُغْضٍ فطريٍّ للخطأ، لا لأننا تربَّينا على أنه خطأ؛ بل حبُّنا لله طرد كل ما لا يلائم الاقتران به في قلبٍ واحد.

مع الله، قلت وداعًا للشعور بالوحدة، رأيتُ عطفه ومنعه لدموعي من الانهمار بعد الانكسار، رأيت عوضه لي عن كل ما فُقِد، وجدْتُ وِدَّه لي عندما رحل الجميع، ورحمته بي في صِدْق بقاء من بقي.

كلما سمِعتُ عن عفو الله بكيتُ، بكيتُ بسبب تلك المعاصي المتكررة التي لا أكفُّ عنها، وفي المقابل لا يكفُّ عن حمايتي وإكرامي! فتجد العزيز الجبَّار القدُّوس السلام يبسط يده لعباده المساكين بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ﴿{وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ}﴾.

كلما قرأت كتابه، وعددت كم المرات التي وعدني فيها بجنَّته بأقل مجهود، ورأيته يصف لي نعيمه الذي لا ينضب، ويعدني به، وأنه غير مخلف الميعاد، ورغم ذلك تجد منا العاصين المتَّبعين لمن بيده أرواحهم! لكن رغم أخطائي المتكررة أمهلني، ولم يهملني، وعندما عاقبني، علَّمني، لم يرهقني؛ بل أعطاني رغم سوئي، كان – كما اعتدت منه – صادق الوعد؛ فقال: ﴿{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}﴾ حتى في عقابه.

وكلما تأملت، زدت قناعةً بقدرته، كلما نظرت حولي، وجدت إبداعًا، عالَمًا كاملًا ترتبط فيه كل صغيرةٍ بكبيرة، لا شيء فيه خُلِق عبثًا، دائرة الحياة التي تختل بعدم وجود مجرد كائن صغير وحيد الخلية، ما هذا النظام الدقيق؟ كل شيء في الكون شاهد على أنه الواجد الواحد الصمد، تأمَّل كيف للشمس ألَّا تُخطئ في ميعاد شروقها وغروبها يوميًّا؟ والكواكب، كيف لأشياء جامدة أن تدور في نظامٍ مُحدَّد، كيف لها ألَّا تخرج عن فلكها؟ وكيف للنمل الصغير أن يعمل في هذا التناسُق الرهيب والتعاون الملفت، ويبني مستعمراتٍ، ويجمع ويُخزِّن الطعام؟! كيف يعرف أنه يجب عليه أن يفعل هذا؟ كيف للنباتات أن تتغذَّى بالطريقة نفسها؛ لكنها تُخرج لنا أنواعًا مختلفة من الغذاء؟!

لا يجب أن نيأس لحظةً أو نعترض على قضائه، كن مؤمنا بوجوده، أنت لا تراه؛ لكن تجد صفاته وقدرته يوميًّا، حليمًا غفورًا عفوًّا ودودًا حكيمًا عليمًا واسعًا خبيرًا.

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال